للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه مصلّى علىّ بن أبى طالب عليه السلام.» قال: «هيهات يا خالد، أبيت إلّا الميل إلى أصحابك العجم.» وأمر أن ينقض القصر الأبيض. فنقض ناحية منه ونظر فى مقدار [٤٥٦] ما يلزمهم من النفقة للنقض والحمل، فوجدوا ذلك أكثر من الجديد لو عمل، فرفع ذلك إلى المنصور، فدعا بخالد، فأعلمه ذلك وقال:

- «ما ترى؟» قال: «يا أمير المؤمنين، قد كنت أرى قبل ألّا تفعل، فأمّا إذ بدأت، فأرى أن تتمّم وتهدمه حتّى تلحق بقواعده لئلا يقال: عجزت عن هدم ما بناه غيرك.» فأعرض المنصور عنه، وأمر ألّا يهدم.

وكان اللبن الذي لبنه المنصور اللبنة منها ذراع فى ذراع، وقد وزنت لبنة منها بعد ما تهدّم السور وكانت لبنة مكتوب عليها بمغرة [١] : وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فلمّا وزنت وجدت على ما كان مكتوبا عليها من الوزن.

ولمّا استتمّ المنصور بناءها قدم عليه بطريق من البطارقة وافدا، فأمر الربيع أن يطوّف به فى المدينة وما حولها ليرى العمران والبناء، فطاف به الربيع، فلمّا انصرف قال:

- «كيف رأيت؟» وقد كان أصعد إلى السور وقباب الأبواب، فقال: «رأيت بناء حسنا، إلّا أنّى رأيت أعداءك معك فى مدينتك.» قال: «فمن هم؟» قال: «السوقة.» فأضبّ عليها أبو جعفر، فلمّا انصرف البطريق أمر بإخراج السوق من


[١] . انظر الطبري (١٠: ٣٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>