للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ليس يمكنني أن أصبر إلى غد.» فدقّ إيتاخ الباب على بعض من يخبر أمير المؤمنين بخبر واجن، فقال المعتصم:

- «ليبت عند إيتاخ ثمّ يباكرنى.» فبات عنده. ولمّا أصبح بكّر به إلى المعتصم فأخبره بجميع ما كان عنده، فدعا المعتصم الأفشين، فجاء الأفشين فى سواد، فأمر المعتصم بنزع سواده وحبسه. وكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر فى الاحتيال للحسن بن الأفشين حتّى لا يفوته. وكان الحسن [٢٩٦] قد كثرت كتبه إلى عبد الله بن طاهر فى نوح بن أسد يعلمه تحامله عليه وظلمه له فى ضياعه.

فكتب عبد الله إلى نوح يعلمه ما كتب به المعتصم فى أمره ويأمره بجمع أصحابه والتأهّب له حتّى إذا ورد عليه الحسن بن الأفشين استوثق منه وحمله، وكتب عبد الله بن طاهر إلى الحسن بن الأفشين:

- «إنّى قد عزلت نوح بن أسد وولّيتك الناحية.» وكتب إليه بكتاب فيه عزل نوح وولايته، فخرج الحسن فى قلّة من أصحابه حتّى ورد على نوح وعنده أنّه وال، فأخذه نوح فشدّه وثاقا ووجّهه إلى عبد الله فوجّهه عبد الله إلى المعتصم.

وكان المعتصم بنى حبسا للأفشين شبيها بالمنارة وفى وسطها مقدار مجلسه والرجال ينوبون تحتها كما تدور.

فحكى هارون بن عيسى بن المنصور أنّه شهد المجلس الذي عقده المعتصم فى داره لمناظرة الأفشين. [١]


[١] . انظر الطبري (١١: ١٣٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>