للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخذ بالحزم لنفسه.

وأمّا بختيار فإنّه أسقط التجمل [١] فى أمر هذا الغلام عند كل أحد حتى كتب إلى عضد الدولة والحرب قائمة بينهما وهو يطلب ملكه ونفسه يسأله ردّ هذا الغلام عليه وكتب إلى جماعة خواصه المطيفين به وبخدمته يسألهم معاونته فيما رغب فيه إليه.

فاستزاد بذلك فضيحة فى العساكر والأمصار وعاتبه الأقارب والأباعد فما ارعوى، بل تمادى. وأنفذ أبا أحمد الحسين بن موسى الموسوي رسولا إليه فى هذا الباب وبذل له على يده فى فدية الغلام جاريتين عوّادتين محسنتين كانتا عنده ولم يكن لهما نظير فى الحذق والبراعة وقد كان أبو تغلب ابن حمدان بذل بإحديهما مائة ألف درهم فأبى أن يبيعها. وقال له:

- «إن وقف عليه الأمر فى هذا الفداء فزد أبدا ولا تفكر فى شيء مما بيني وبينه فقد رضيت [٤٧١] أن آخذه وأمضى إلى أقصى الأرض وأسلّم إليه ما فى يدي.» فشخص وأدّى الرسالة وقد وجد ذلك الغلام قد اختلط مع غيره من رفقائه المأسورين يوم الوقعة ولم ير له فضل ولا ميّز [٢] من بينهم. وأنفذوا إلى شيرزاد هدية للأمير أبى الفوارس ابن عضد الدولة. فلمّا أديت الرسالة وعرف الملك ما عند بختيار من الفجيعة به عجب كل العجب وأمر بردّ الغلام إلى حضرته فردّ. ثم أعاد أبا أحمد الموسوي بجواب الرسالة وضم إليه أبا سعد بهرام بن أردشير الكاتب رسولا وأعلمه أنّه مجيب له إلى ما سأل وأرشده مع ذلك إلى بعثه على الطاعة وحمّله رسائل أخر أمرهما أن يؤديها إلى بختيار سرّا عن ابن بقية وعلى غير مشهد منه ولا من أحد.


[١] . وفى الأصل ومط: التحمل. وكلاهما بمعنى واحد.
[٢] . ميّز: الشدّة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>