للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا أحمد يا محمّد.» يعنون ابني زكرويه المقتولين، وأظهروا أعلاما بيضا وقدّروا أنّهم يستغوون الرعاع بالكوفة لما أظهروه. فأسرع إسحاق بن عمران ومن معه نحوهم فدفعهم وقتل من ثبت له منهم وعاونه أهل البلد فانصرف عنهم القرامطة وما تمّت حيلتهم.

وكان زكرويه قد ظهر فى أهل قرية الصوان ينقلونه على أيديهم ويسمّونه:

ولىّ الله، فلمّا رأوه سجدوا له فقال لهم:

- «إنّ القاسم بن أحمد أعظم الناس منّة عليهم، فإنّه ردّكم إلى الدين بعد خروجكم منه.» وتقدّم إليهم بأن يمتثلوا أمره، فإنّه حينئذ ينجز مواعيده [١] ويبلّغهم آمالهم.

وتلا عليهم آيات من القرآن رمزها لهم، فاغترّوا به وقويت قلوبهم وأيقنوا بالنصر وبلوغ الأمل. وسار بهم وهو محجوب عنهم يدعونه: السيّد، ولا يبرزونه لمن فى عسكره والقاسم يتولّى الأمور دونه ويمضيها على رأيه.

وكان عنده أنّ أهل الكوفة وسوادها يخرجون إليه، فأعلم أصحابه ذلك وأقام نيّفا وعشرين سنة يبثّ رسله فى السواد فلم يلحق به [٥٠] إلّا خمسمائة رجل ممّن لحقته الشهوة بنسائهم وأولادهم. [٢] وسرّب إليه السلطان الجنود وتسرّع إليه جماعة من القوّاد منهم جنى الصفوانىّ وبشر الأفشينى ورائق فتى أمير المؤمنين والحجريّة من الغلمان، فأوقعوا بالقرامطة وقتلوا جماعة من فرسانهم ورجّالتهم فأسلموا بيوتهم فانهزموا، ودخلوا البيوت وتشاغلوا بها. فعطفت القرامطة عليهم فهزموهم.

وأعظم الناس ما جرى على أصحاب السلطان بالصوان وغيرها، وأهمّ


[١] . فى مط: ينحرموا عنده. بدل: ينجز مواعيده.
[٢] . انظر الطبري (١٣: ٢٢٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>