أبو طالب زيد بن علىّ صاحب الصاحب أبى محمد ابن مكرم وأبو العباس أحمد بن على الوكيل فيحدثهما ويحدثانه ويباسطهما ويباسطانه ويعيدان عليه ما يتسوقان عنده به ويعيدان عنه ما يتسوقان به عليه.
وورد الوزير أبو غالب قادما [٩٤] من سيراف وقد كان خرج إليها بعد وفاة الفرّخان بن شيراز لتحصيل أمواله وإثارة ودائعه وترددت المراسلات بينه وبين الموفق بالجميل الذي كنت أسدى وألحم فيه وأخذت لكل واحد منهما عهدا على صاحبه ومضى على ذلك زمان.
فأعاد أبو العباس الوكيل وأبو طالب زيد على الوزير أبى غالب على الموفق ما أوحشاه به وكان مخالفا لما أورده عليه عنه وشكّ فى قولهما وقولي وأراد امتحان صدقهما أو صدقى. فاستدعى أستاذ الأستاذين أبا الحسن علمكار، وكان الموفق شديد الثقة به والوزير أبو غالب على مثل هذا الرأى فيه. فقال:
- «أريد ان أخرج إليك بسرّ أشرط عليك أولا كتمانه ثم استعمال الفتوة والنصيحة فيه.» فقال: «ما هو؟» قال: انّ أبا نصر الكاتب يجيئني ويورد علىّ عن الموفق الجميل الذي يسكن إلى مثله يجيئني بعده أبو طالب وأبو العباس فيحدّثانى عنه ما يناقض ذلك ويقتضينى والنفور منه [١] وأريد أن تمتحن ما فى نفسه وتطاوله مطاولة يستخرج بها ما عنده وتصدقني عما تقف عليه لأعمل بحسبه.
فوعده أبو الحسن وصار الى الموفق وأقام عنده طويلا وجاراه من الحديث ضروبا. ثم أورد فى عرض ذلك ذكر الوزير أبى غالب فخرج اليه بالشكر له وسوء الرأى فيه وعاد أبو الحسن الى الوزير أبى غالب فقال له: