- «ويحكم إنّى ابن عمّ رسول الله- صلى الله عليه- أنا ابن هارون، أنا أخو المأمون الله الله فى دمى.» قال: فدخل عليه رجل منهم يقال له: حميرويه [١] غلام لقريش الدندانى مولى طاهر، فضربه على مقدم رأسه وضرب محمد وجهه بالوسادة التي كانت فى يده واتكأ عليه ليأخذ السيف من يده، فصاح بالفارسية:
- «قتلني، قتلني.» قال: فدخل منهم جماعة فنخسه واحد منهم بالسيف فى خاصرته، وركبوه فذبحوه ذبحا من قفاه، وأخذوا رأسه فمضوا به إلى طاهر، فتركوا جثّته. ولما كان فى وقت السحر جاءوا إلى جثّته فأدرجوها فى جلّ وحملوها. قال: فأصبحت فقيل:
- «هات العشرة آلاف درهم.» قال: فبعثت إلى وكيلي فأتانى فأمرته فأتانى بها فدفعتها إليه.
ولمّا أصبح طاهر نصب رأس محمد على البرج برج حائط البستان الذي يلي باب الأنبار، وفتح باب الأنبار وخرج من أهل بغداد للنظر إليه ما لا يحصى عددهم. وأقبل طاهر يقول:
- «هذا رأس المخلوع.» وذكر محمد بن عيسى أنّه قال: رأى المخلوع على ثوبه قمّلة، فقال:
- «ما هذا؟» قالوا: «شيء [١٢٤] يكون فى ثياب الناس.» فقال: «أعوذ بالله من زوال النعمة.» فقتل من يومه.
[١] . كذا فى الأصل. فى آ: حمرويه. فى مط: جيرونه. فى الطبري (١١: ٩٢٣) : خمارويه. وفى تد (٤١٥) : خميرويه (بالخاء المعجمة) .