للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العفة والامانة الطريقة المعروفة. فاستقام بنظره ما كان مضطربا وانحرس بحفظه ما كان متشذبا واستمرّ على الخلافة له فى مقامه وسفره.

وجعل أمر الديلم الى أبى القاسم الحسين بن محمد بن مما وأبو نصر سعيد بن عيسى على الديوان وأمر الأتراك إلى أبى محمد عبد الله بن عبد العزيز، وأبو غالب سنان ابن عبد الملك يتولى الديوان. وأقرّ أبا على الحسن بن سهل الدورقي على ديوان السواد، وأبو منصور [١٠٣] الاصطخرى خليفته عليه، وأبا الحسن محمد ابن الحسين بن سابلويه على ديوان الزمام وأبا الحسن سعيد بن نصر على ديوان الخاصة وأبا منصور يزدانفادار [١] بن المرزبان على الأشراف فى ديوان الجيشين. وقلّد أبا نعيم المحسن بن الحسن واسطا وضرب ضربا قرّر قيمة الدينار الصاحبى به على خمسة وعشرين درهما وباقى النقود على حسب ذلك واستعرض الجرائد وميز الناس وأسقط كثيرا من الحشوة وردّ جميع الاقساط لسائر الطوائف الى سبعة آلاف دينار فى كل خمسة وثلاثين يوما وامتنع من تسليم ما ينحل من الإقطاعات إلّا بالأقساط وأقطع جماعة على هذه القاعدة فلو تمادت به المدة على خلو الذرع والطمأنينة لسقطت الأقساط بالواحدة لكنّه منى من أبى جعفر الحجاج بمن أفسد نظام أمره وأبطل عليه جميع ترتيبه وتدبيره. وسيأتي ذكر ذلك فى أوقاته ومواضعه.

وما رأيت رجلا أعف ولا أظلف نفسا من عميد الجيوش ولقد رفع المصادرات وأزال المجازفات رفعا وإزالة اقتدى به جميع ولاة بهاء الدولة على بلاده فيها، وصار له الإسم الكبير والذكر الجميل بها [٢] .


[١] . كذا فى مد ولكن بالإهمال الكامل.
[٢] . وفى تاريخ الإسلام انه توفى سنة ٤٠١ عن احدى وخمسين سنة وكان أبوه من حجاب الملك عضد الدولة فجعل أبا على برسم خدمة ابنه صمصام الدولة. وفى تدبيره أمور العراق قيل انه

<<  <  ج: ص:  >  >>