- «قد اختلف النّاس علىّ فأخبره بما قالوا فما [٧١] الرأى؟» فاشترط عليه ألّا يخالفه فى ما يشير به من ارتحال ونزول أو قتال. قال:
- «نعم.» - «فإنى أطلب إليك خصالا.» قال:
- «ما هي؟» قال:
- «تخندق حيثما نزلت، ولا يفوتنّك حمل الماء ولو كنت على شاطئ نهر، وأن تطيعنى فى نزولك وارتحالك.
فأعطاه ما أراد. فقال:
- «أمّا ما أشاروا به عليك فى مقامك بسمرقند حتّى يأتيك الغياث، فالغياث يبطئ عليك. وإن سرت فأخذت بالنّاس غير الطّريق، فتتّ فى أعضادهم وانكسروا عن عدوّهم، واجترأ عليك خاقان وهو اليوم قد استفتح بخارى ولم تفتح له. فإن أخذت بهم فى غير الطّريق، تفرّق النّاس عنك مبادرين إلى منازلهم، ويبلغ أهل بخارى فيستسلمون لعدوّهم وإن أخذت الطّريق الأعظم، هابك العدوّ. والرّأى أن تعمد إلى عيالات من شهد الشّعب وأصحاب سورة، فتقسمهم على عشائرهم، وتحملهم معك، فإنّى أرجو أن ينصرك الله على عدوّك وتعطى كلّ رجل تخلّف [١] بسمرقند ألف درهم وفرسا.» فأخذ برأيه، وخلّف بسمرقند عثمان بن عبد الله بن الشّخّير فى ثمانمائة رجل فرسانا [٧٢] ورجّالة، وأعطاهم سلاحا.
فشتم النّاس عبد الله بن أبى عبد الله وقالوا:
[١] . كذا فى مط والطبري (٩: ١٥٤٩) تخلّف (بالخاء المعجمة) وما فى الأصل: تخلف (بالمهملة) .