للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «عرّضنا للهلاك.» وأمر الجنيد بحمل العيال، وخرج معه النّاس، وعلى طلائعه الوليد بن القعقاع، وسرّح الجنيد الأشهب بن عبيد الحنظلي ومعه عشرة من طلائع الجند، وقال له:

- «كلّما مضيت مرحلة، فسرّح إلىّ رجلا يعلمني الخبر.» وسار الجنيد، فلمّا صار بقصر الرّيح، أخذ عطاء [١] الدّبوسىّ [٢] بلجام فرس الجنيد، فكبحه فقرع رأسه هارون الشّاشى مولى ابن خازم بالرّمح حتّى كسره على رأسه.

فقال الجنيد لهارون: «خلّ عن الدّبوسىّ.» وقال له:

- «مالك يا دبوسىّ؟» قال:

أنظر أضعف شيخ فى عسكرك، فسلّحه سلاحا تامّا، وقلّده سيفا وجعبة وترسا، وأعطه رمحا، ثم سر بنا على قدر مشيه، فإنّا لا نقدر على السّوق والقتال وسرعة السّير ونحن رجّالة.» ففعل ذلك الجنيد، فلم يعرض النّاس عارض حتّى خرجوا من الأماكن المخوفة، ودنا من الطواويس، فجاءتنا الطلائع بإقبال خاقان، فعرضوا لهم بكرمينية أوّل يوم من شهر رمضان. فلمّا ارتحل الجنيد من كرمينية قدّم محمّد بن زيد [٣] فى الأساورة آخر النّهار [٧٣] فلمّا كان فى طرف مفازة كرمينية رأى العدوّ ضعيفا. فرجع إلى الجنيد، فأخبره. فنادى منادى ألّا يخرج المكذّبون [٤]


[١] . عطاء: فى الأصل: عطا. من دون همزة.
[٢] . الدّبوسى: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٥٥٠) . فى مط: الديوسى.
[٣] . زيد: كذا فى الأصل: زيد. فى مط: يزيد. فى الطبري (٩: ١٥٥٠) : الرندى.
[٤] . المكذبون: كذا فى الأصل ومط: المكذبون. فى الطبري (٩: ١٥٥٠) : المكتّبون. وفى حواشيه: المكذبون.

<<  <  ج: ص:  >  >>