بما أصابه. واتّصل الخبر بعلىّ بن بويه فاشتدّ غمّه وقبض على كوردفير وأنفذ مكانه [٥٣٨] أبا العبّاس وخطلخ حاجبه فى ألفى رجل ليجمعا ما بقي من سواد معزّ الدولة- أعنى أحمد بن بويه- بالسيرجان ويضمّا من بقي من فلّ العسكر.
وأنفذ علىّ بن كلويه رسله وكتبه إلى علىّ بن بويه بالاعتذار ممّا جرى ويوضّح له الصورة ويبذل من نفسه الطاعة ويذكر أنّه ما فارقها ولا خرج عنها. فأنفذ إليه علىّ بن بويه قاضى شيراز وأبا العبّاس الحنّاط وأبا الفضل العبّاس بن فسانجس وجماعة من الوجوه وأجابه بالجميل وبسط عذره وأمضى ما كان قرّره وردّ رهينته وجدّد له عهدا وعقدا. فحينئذ أطلق علىّ ابن كلويه أبا الحسين أحمد بن بويه وأطلق معه اسفهدوست وسائر من كان أسيرا فى يده بعد أن أجمل معاملتهم وخلع عليهم وحمل إليهم آلات وألطافا.
فلمّا وصل أحمد بن بويه إلى السيرجان وجد كاتبه مقبوضا عليه وقد جرى عليه مكاره عظيمة أشرف منها على التلف فاستنقذه ونصره وبرّأه من الذنب وشفع إلى أخيه فيه فشفّعه وأطلقه.
وتأدّى إلى أبى علىّ ابن الياس ما جرى على أبى الحسين وطمع فيه وسار من سجستان حتّى نزل البلد المعروف بخناب فتوجّه إليه أبو الحسين [٥٣٩] واشتدّت الحرب بينهما أيّاما، إلّا انّ عاقبة الأمر كانت لأبى الحسين.
فانهزم ابن الياس وعاد أبو الحسين ظافرا وتتبعت نفسه التشفي من علىّ بن كلويه وطلب الثأر عنده. فتوجّه إليه واستعدّ علىّ بن كلويه واحتشد ثمّ سار إليه فلمّا صار بين العسكرين نحو من فرسخين نزل وعملوا على مباكرة الحرب فأسرى علىّ بن كلويه فى جماعة من أصحابه وهم قوم رجّالة قادرون على العدو والمصابرة فيه فوقع على عسكر أبى الحسين ليلا.
واتفق أن تغيّمت السماء بمطر جود واختلط الناس فلم يتعارفوا