للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلع عليه للوزارة وذلك يوم الثلاثاء آخر ليلة بقيت من رجب سنة ستين وثلاثمائة.

فلمّا تمكّن من الوزارة لم تكن له همة إلّا استصلاح سبكتكين وعوّل عليه وعلى كاتبه أبى عمرو ابن أدمى [١] وصاحبه أبى بكر محمد بن عبد الله الاصبهانى وتقرب إليه فى مظاهرة أبى قرة ومساعدته.

وقلد أخاه الحسن بن محمد القنائى [٢] خزانة عزّ الدولة مضافا إلى ما كان يتولاه من خلافة أخيه أبى قرّة على الدواوين، وقلد أبا أحمد ابن حفص ديوانا كانت تجرى فيه نواح اختصها بختيار لنفسه وسماه ديوان الخاص وكتب إلى أبى قرة يستدعيه من الأهواز إلى الحضرة وأمر بإنفاذ أبى الفرج محمد بن العباس [٣٦١] إلى البصرة موكّلا به.

فورد أبو قرّة بغداد ومعه أسباب أبى الفرج المقبوض عليهم فبلغ الوزير أبو الفضل فى إكرامه كلّ مبلغ وعظّمه وتجددت بينهما معاهدة ومحالفة بأمر عز الدولة وسبكتكين إيّاهما واتفقت كلمة الجماعة.

ثم نظر الوزير أبو الفضل فى أمره وزيادة خرجه على دخله وقلبه ظهرا لبطن، فلم ير وجها غير إطماع عزّ الدولة فى أموال عمران فحرّضه عليه وقرّب عليه أمره واتفق ورود أبى قرّة وقد تمت العزيمة.

فشخص بختيار متقدما وسار فى الجانب الغربي على الظهر والوزير أبو الفضل وأبو قرّة انحدرا فى الماء، واجتمعت الجماعة بواسط وذلك فى شوال سنة ستّين وثلاثمائة.

وفى هذه السنة ارتفع امر ابن بقيّة مع عز الدولة وعلا شأنه حتى بلغ الوزارة كما سنحكيه بإذن الله.


[١] . فى الأصل غموض وإهمال: أدمى؟ أوبى؟ أقنى؟ كذلك فى مط: أبىّ؟
[٢] . كذا فى الأصل ومط: القنّائى.

<<  <  ج: ص:  >  >>