فاستحلهم بالله الّذى لا إله إلا هو: ما استودعكم خالد ولا ابنه يزيد وديعة، ولا لهما قبلكم شيء. ثمّ خلّ سبيلهم.» فقالوا لهشام:
- «إنّا نخاف تعدّيه لكتابك.» قال:
- «كلّا، إنّى قد صدّقتكم، ولكن لا بدّ من أن تكذّبوا خالدا فى وجهه، وأنا باعث معكم رجلا من الحرس بذلك، حتّى يعجّل الفراغ منه، ويردّكم إلىّ.» قالوا:
- «جزاك الله خيرا.» فوصلهم هشام، وسرّح بهم إلى يوسف. فلمّا قدموا عليه أجلس زيد بن علىّ قريبا منه، وألطفه فى المسألة. ثمّ سألهم عن المال، فأنكروا جميعا، فأخرج يوسف خالدا إليهم فى عباءة، وجمع بينه وبينهم، وقال:
- «هذا زيد بن علىّ وهذا داود بن على، وهذا فلان وفلان الّذين ادّعيت عليهم ما ادّعيت، وقد أمر أمير المؤمنين بكيت وكيت، وهذا الكتاب. فهل عندك بيّنة بما ادّعيت؟» فلم تكن له بيّنة.
فقال يوسف للقوم:
- «أتحلفون أنّ خالدا ما أودعكم ما لا ولا له قبلكم حقّ [١٣٤] فقال زيد:
- «أنّى [١] يودعنى هذا مالا وهو يشتم آبائي على منبره؟» وسكت القوم. ثمّ التفتوا بأجمعهم إلى خالد وقالوا: