قلت:«يا أمير المؤمنين، أخوك وابن أمّك وأبيك وله عهد بعدك، فكيف يكون صورتنا عند الله أوّلا، ثمّ عند الناس؟» قال: «عليك أن تسمع لى وتطيع، وإلّا ضربت عنقك.» فقلت: «السمع والطاعة.» قال: «وإذا [١] فرغت من هذا أخرجت جميع الطالبيين من الحبس فضربت أعناقهم وغرّقت من يبقى إن كثر عددهم.» فقلت: «السمع والطاعة.» قال: «ثمّ ترحل إلى الكوفة بجميع من معك من الجيش وتضمّ إليهم من ترى من الجند المقيمين بالباب فتخرج من تجد فيها من العباسيّين وشيعتهم والعمّال المتصرفين معهم، ثمّ تنهب ما فيها من الأموال، وتضربها بالنار حتّى تحترق هي وجميع من فيها وتخرّبها حتّى لا يبقى لها أثر.» فقلت: «يا مولاي، هذا أمر عظيم، ففكّر فيه.» فقال: «لا بدّ من ذلك، فإنّ كلّ آفة ترد على ملكنا إنّما هي من هذه الجهة.» ثم قال: [٥٢٦]- «لا تبرح من مكانك حتّى إذا انتصف الليل بدأت بهارون.» فقلت: «سمعا وطاعة.» ونهض من موضعه ودخل إلى دار النساء، وجلست مكاني ولم أشك أنّه قد قبض علىّ وأنّه سيقتلني ويدبّر هذا الأمر على يد غيرى لما ظهر له من جزعى فى كلّ باب والردّ عليه والتخطئة لرأيه، ثمّ إجابتى إيّاه كارها، وكنت- يعلم الله- قد عملت على أن أركب فرسي من حضرته وألحق بطرف من الأرض وأخرج من نعمتي وأكون بحيث لا يصل إلىّ، حتّى يموت أحدنا. فلمّا