للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل دار النساء، عرض لى أنّه قبض علىّ ليقتلني لئلا يفشو السرّ، فورد علىّ غمّ شديد وذهب علىّ أمرى، فلمّا انتصف الليل جاءني خادم وقال:

- «أجب أمير المؤمنين.» فقمت وأنا أتشهّد، ومشيت مع الخادم إلى ممرّ سمعت فيه كلام النساء فقلت: عزم على قتلى بحجّة فهو يدخلني دور الحرم ثمّ يقول: من أذن لك فى الدخول على حرمي. فوقفت، فقال الخادم:

- «ادخل.» فقلت: «لا أفعل.» فقال: «ويحك، ادخل.» فصحت وقلت:

- «لا والله، ما أدخل حتّى أسمع كلام مولاي أمير المؤمنين بالإذن لى فى الدخول.» [٥٢٧] فإذا بامرأة تصيح وتقول:

- «ويلك يا هرثمة، أنا الخيزران، وقد حدث أمر عظيم استدعيتك له، فادخل.» فورد علىّ ما لم يكن فى حسابي، وتحيّرت ثمّ دخلت، فإذا بستارة ممدودة، فقالت لى من وراءها:

- «إنّ موسى قد مات، وقد أراحك الله والمسلمين منه، فقم فانظر إليه.» فإذا هو مسجّى، فمست مجسّه وقلبه ومناخره فإذا هو ميت.

ثمّ قالت الخيزران:

- «إنّى كنت بحيث أسمع خطابه لك فى أمر ابني هارون وغيره، فلمّا دخل استعطفته، ثمّ سألته ألّا يفعل ما همّ به، فصاح علىّ، فكشفت له رأسى وبكيت وأقسمت عليه ألّا يفعل، فانتهرنى وقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>