فحدثت أنّ الحسين الساباطي الفراش خرج وقال لأبي غالب:
- «يا أستاذ اخرج.» وقال لأبي الفضل مثل ذلك وأغلق باب البيت وزرفنه ووكّل الفراشين به وأخذ أبو غالب وأبو الفضل واعتقلا ووكل بهما. وشاع الخبر بين الديلم الحاضرين فى الدار فتسللوا واحدا واحدا وتفرقوا فريقا فريقا ولم يجر من أحدهم قول فى ذلك. وأنفذ إلى دار الموفق من نقل جميع ما كان فيها من المال والثياب والرحل والسلاح والخدم والغلمان، وإلى اصطبلاته فحوّل ما فيها من الكراع والحمال.
[قال أبو نصر] : وترشح الأمين أبو عبد الله للنظر وأمر ونهى فى ذلك اليوم.
فلما كان آخره استدعى الصاحب أبو على الحسن بن أستاذ هرمز- وقد كان بعد فتح الأهواز اعتزل الأمور وأقام فى منزله واقتصر على حضور الدار فى الأوقات التي يجلس فيها بهاء الدولة الجلوس العام- واستخلف له أبو الفضل بن ماوزند فوقفت الأمور ولم تكن له ولا لأبي الفضل دربة بالتمشية والتنفيذ وخلّى أبو العباس الوكيل وقد كان قبض عليه وقرر أمره وأعيد إلى ما كان ناظرا فيه.
[قال أبو نصر][١] : وكان أبو الخطاب يكره أبا غالب ابن خلف ولا يريده [٣٦] فقال له أبو منصور مردوست:
- «أراك تكاتب الوزير أبا العباس ابن ماسرجس وغيره فى الورود ليردّ إليهم النظر فى الأمور وقد عوّلت من الصاحب أبى علىّ على من ليس يحلى ولا يمرّ فيما يراد منه. وهذه أسباب تدعو إلى الوقوف والحاجة الى ردّ الموفق وما كان يمشى الأمر ويخفف فيه إلّا أبو غالب. فلو أطلقته