للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «اكمش على أمرك وعجّل المسير إلى عدوّك.» فخرجت، فانتخبت الرجال، فبلغت عدّة من صحّحت اسمه عشرين ألف رجل. ثمّ توجّهت بهم إلى حلوان.

وكان محمد وصّاه فقال:

- «إيّاك والبغي، فإنّه عقال النصر ولا تقدّم رجلا إلّا باستخارة، ولا تشهر سيفا إلّا بعد إعذار، وأحسن صحابة من معك وطالعنى بأخبارك فى كلّ يوم ولا تخاطر بنفسك طلب الزلفة عندي ولا تستبقها [١] فى ما تتخوّف رجوعها علىّ، وكن لعبد الله بن حميد أخا مصافيا، أحسن صحبته ومعاشرته ولا تخذله إن استنصرك، ولا تبطئ عليه إن استصرخك، ولتكن أيديكما واحدة وكلمتكما متفقة.» ثمّ قال:

- «سل حوائجك وعجّل السراح إلى عدوّك.» فدعا له أحمد وقال:

- «يا أمير المؤمنين تكثّر الدعاء لى ولا تقبل فىّ قول باغ ولا ترفضني قبل المعرفة بموضع قدمي، ولا تنقض علىّ ما استجمع من رأى، ومن علىّ بالصفح عن ابن أخى.» قال: «ذلك [٨٠] لك.» ثمّ بعث إلى أسد فحلّ قيوده وخلّى سبيله.

فخرج أحمد بن مزيد فى عشرين ألف رجل [من العرب، وعبد الله بن حميد فى عشرين ألف رجل] [٢] من الأبناء وقد وصّيا بالتوادّ والتحابّ، فتوجّها حتّى نزلا قريبا من حلوان بموضع يقال له: خانقين، وأقام طاهر


[١] . كذا فى الأصل وسط وآ. وفى الطبري (١١: ٨٣٩) : ولا تستقها.
[٢] . ما بين المعقوفتين ناقص فى الأصل ومط، زدناه من آ.

<<  <  ج: ص:  >  >>