- «إنّهم لكذاك وإنّ فيهم لسدّ الخلل ونكء العدوّ [١] .» ثمّ أقبل علىّ الفضل فقال:
- «إنّ أمير المؤمنين أجرى ذكرك، فوصفتك له بحسن الطاعة وفضل النصيحة والشدّة على أهل المعصية، فأحبّ اصطناعك والتنويه [٧٨] بك وأن يرفعك إلى منزلة لم يبلغها أحد من أهل بيتك.» ثمّ التفت إلى خادمه وقال:
- «مر بإسراج دوابّى.» فلم ألبث أن أسرجت له ومضى ومضيت معه حتّى دخلنا على محمد وهو فى صحن داره على سرير ساج، فلم يزل يدنيني حتى كدت ألاصقه، فقال:
- «إنّه قد كثر علىّ تخليط ابن أخيك وطال خلافه علىّ حتى أوحشنى ذلك منه، وولّد فى قلبي التهمة له وصيّرنى بسوء مذهبه وحنث طاعته إلى أن تناولته من الأدب والحبس بما لم أكن أحبّ تناوله به، وقد ووصفت لى بخير ونسبت إلى جميل، وأحببت أن أرفع قدرك وأعلى منزلتك وأقدّمك على أهل بيتك وأولّيك جهاد هذه الفئة الباغية وأعرّضك الأجر والثواب فى قتالهم ولقائهم، فانظر كيف تكون، وصحّح نيّتك وأعن أمير المؤمنين على اصطناعك وتشريفك.» فقلت: «سأبذل فى طاعة أمير المؤمنين- أعزه الله- مهجتي وأبلغ فى جهاد عدوّه أفضل ما أمله عندي ورجاه من غنائى وكفايتي، إن شاء الله.» فقال: «يا فضل، ادفع [٧٩] إليه دفاتر أصحاب أسد، واضمم إليه من شهد العسكر من رجال الجزيرة والأعراب.» وقال لى:
[١] . نكأ العدوّ، وفى العدوّ: قتل فيهم وجرح وأثخن.