للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتّى استبطن السوق وأتى السجن فدقّه وأخرج من كان فيه. وقيل إنّ عبيد الله بن عمر، وابن أبى ذيب وعبد الحميد بن جعفر دخلوا على محمّد قبل خروجه وقالوا:

- «ما تنظر بالخروج، والله ما نجد فى هذه الأمّة أشأم [١] عليها [٤٠٤] منك، ما يمنعك أن تخرج وحدك.» فلمّا خرج أقبل إلى الدار فامتنعت عليه فجعل يقول لأصحابه:

- «لا تقتلوا واقصدوا [٢] باب المقصورة.» فأتوها وحرّقوا الباب، فلم يستطع أحد أن يجتاز فوضع رزام مولى القسرىّ ترسه على النار، ثمّ تخطّى عليه، فصنع الناس ما صنع، ودخلوا فأفلت قوم وأخذ قوم وتعلّق رياح فى مشرفة [٣] فى دار مروان وأمر بدرجها فهدمت فصعدوا إليه فأنزلوه وحبسوه فى دار مروان مع أخيه عبّاس بن عثمان. وكان محمّد بن خالد القسريّ وابن أخيه النذير بن يزيد ورزام فى الحبس فأخرجهم محمّد وأمر النذير بالاستيثاق من رياح وأصحابه فقال رزام للنذير:

- «دعني وإيّاه فقد رأيت عذابه له.» قال: «شأنك به.» وقام ليخرج، فتعلّق بثوبه رياح وضرع إليه وقال له:

- «يا با قيس، قد كنت أفعل بكم ما أفعل وأنا بسؤددكم عالم.» فقال له النذير:

- «فعلت ما كنت أهله، ونفعل ما نحن أهله.» وخرج فتناوله رزام فلم يزل [٤٠٥] رياح يطلب إليه حتّى كفّ وقال:


[١] . فى مط: أشار، بدل «أشأم» .
[٢] . فى مط: لا تقصدوا واطلبوا.
[٣] . فى آ: مشرفة. فى الطبري (١٠: ١٩٦) : مشربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>