للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يراجعوا الحرب فلم يفعلوا لما تمكن فى قلوبهم من هيبتهم علم أنّه ان استمر الناس على هزيمتهم عاد القوم فلم يخف عليهم موضع الكمين فيكون ذلك هلاكهم. قال:

- «فرجعت وحدي مع من تبعني من أخى وخاصّتى وغلماني ووضعت فى نفسي الشهادة فحينئذ استحيا أكثر الديلم فرجعوا وكررنا عليهم ونادينا «الكمين» فخرجوا من ورائهم فصدقناهم الحرب وقتلنا منهم سبعمائة نفس فيهم أميرهم وحصل الباقون فى الحصن الذي كانوا فيه من البلد وقد كانوا نقلوا اليه غلّات كثيرة [١٠٥] وميرا عظيمة وحصّلوا فيه السبي والأموال.» فبينما المرزبان فى منازلتهم وهو لا يقدر لهم على حيلة سوى المصابرة إذ ورد عليه الخبر بدخول أبى عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان آذربيجان وانتهائه الى سلماس واجتماعه مع جعفر بن شكّويه الكردي [١] فى جماهير الهدايانية [٢] واضطرّ الى أن خلف على حرب الروسية أحد قوّاده فى خمسمائة من الديلم وألف وخمسمائة فارس من الأكراد وألفين من المطوّعة وسار إلى أوران ولقى أبا عبد الله فاقتتلا قتالا خفيفا وسقطت ثلجة عظيمة واضطرب أصحاب أبى عبد الله لأنّ معظمهم أعراب وساروا عنه فسار بسيرهم إلى بعض المدن الحصينة فلقيه فى طريقه كتاب من ابن عمه ناصر الدولة يعلمه فيه وفاة توزون بمدينة السلام واستئمان رجاله إليه وأنّه قد عمل على الانحدار معهم إلى بغداد ومحاربة معزّ الدولة لأنّه كان دخلها فاستولى عليها بعد إصعاد توزون عنها ويأمره بالتخلية عن أعمال آذربيجان والانكفاء إليه ففعل.


[١] . وفى مط: جعفر به سكويه الكرزى.
[٢] . وفى الأصل (الهديانية) والصواب فيما بعد وهم صنف من الأكراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>