للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم بعد مكاشفتهم والقبض عليهم وإظهار العداوة لهم. فإنّهم لا يصلحون لى أبدا ولا تنقى جيوبهم ولا تصحّ نياتهم وسيقابلوننى بغاية ما يقدرون عليه فيضطرب الحبل وتنتشر كلمة أهل هذا البيت أبدا. وإن أبيت أن تقبل أحدى الخصال التي عددتها لك وخيرتك فيها وحكمت بانصرافي على هذه الجملة فإنّى سأضرب أعناق هؤلاء [٤٤٢] الثلاثة الأخوة- يعنى بختيار وأخويه- وأقبض على من أتهمه من حزبه وأخرج وأترك العراق شاغرة ليدبرها من اتفقت له.» فقال له أبو الفتح ابن العميد:

- «هذه رسائل صعبة لا يمكنني أن أتلقى ركن الدولة بها وأنا صاحبه ومدبر أمره فإنّى أعرف نصرته لمن ينصره من الغرباء وتصميمه عليه وبلوغه غاية جهده فيه فكيف لبنى [١] أخيه! ولكن الصواب أن يتقدمني إليه من يفرغ جميع ذلك فى أذنه من جهتك ثم أتلوه شافعا له ومتمما ومشيرا.» فتقرر الأمر على ذلك ونفذ فيه من جهة عضد الدولة [ونفذ فيه] [٢] ومن جهة أبى الفتح ابن العميد أبو العباس ابن بندار وكان الأمير ركن الدولة يأنس به قديما فتوجهت الرسل وشخص ابن العميد على جمازات عددها مائة يتلوهما.

فلمّا بلغ الرسولان الأولان إلى ركن الدولة وشرعا فى تأدية الرسالة وعرف الغرض الأخير منهما لم يمكنهما من إتمام الرسالة ووثب إلى الحربة التي تلى مجلسه فتناولها وهزّها وهرب الرسولان إحضارا من بين يديه.

فلمّا سكن غضبه استعادهما وقال:

- «قولا لفلان- يعنى عضد الدولة وسمّاه بغير اسمه-: خرجت إلى نصرة


[١] . كذا فى الأصل: لبنى أخيه. فى مط: يبنى أخيه (ببني أخيه) . والمثبت فى مد: ابني أخيه.
[٢] . بياض فى الأصل وما أثبتناه مكانه بين المعقوفتين هو من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>