للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زياد الفرشى [١] فهزمهم، وتحصّنوا فى ثلاث مدائن لهم، ونزل عليهم أسد وحصرهم ونصب المجانيق عليهم وهناك خالد بن عبد الله الهجري من قبل الحارث بن سريج. فلمّا ضاق عليهم الحصار طلبوا الأمان.

فخرج إليهم بعض أصحاب أسد وقال:

- «يقول لكم الأمير: ما تطلبون؟» قالوا:

- «كتاب الله وسنة نبيّه.» قال:

- «فلكم ذلك.» قالوا:

- «على ألّا يأخذ أهل المدن بجنايتنا.» فأعطاهم ذلك.

وسار أسد إلى بلخ فى طريق زمّ، وكان أهل بلخ [٨٣] قد تابعوا [٢] سليمان بن عبد الله بن خازم، فقدم بلخ، ثمّ اتّخذ سفنا، وسار منها إلى التّرمذ، فوجد الحارث محاصرا لها، وكان مع الحارث وجوه النّاس ومعه السّيل [٣] . فنزل أسد دون النّهر، ولم يطق العبور إليهم، ولا أن يمدّ أهل التّرمذ. إلّا أنّ أهل التّرمذ قد قويت نفوسهم، فهم يخرجون ويقاتلون أشدّ قتال.

فكان أصحاب الحارث من القرّاء يأتون أبواب التّرمذ، فيبكون عندهم، فيشكون جور بنى مروان، ويسألونهم أن يمالئوهم على حرب بنى مروان، حتّى تكون أيديهم واحدة، فيأبون عليهم.

فقال السّيل يوما للحارث وهو معه:

- «يا حار، إنّ التّرمذ بنيت بالطّبول والمزامير، ولا تفتتح بالبكاء، إنّما تفتتح


[١] . الفرشى: كذا فى الأصل: الفرشى (بالفتح) . وما فى الطبري (٩: ١٥٨٢) : القرشي.
[٢] . قد تابعوا: كذا فى الأصل: قد تابعوا. فى مط والطبري (١٥٨٣) : قد بايعوا.
[٣] . السّيل: كذا فى الأصل: السّيل. فى مط: السبيل. فى الطبري (٩: ١٥٨٣) : السبل. فى حواشيه: البسيل، السيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>