للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ أشار عليه بأن يرجع إلى أمير المؤمنين فيعتذر إليه ممّا كان منه [١] .

فأجمع أبو مسلم على ذلك، فقال له نيزك:

- «قد أجمعت على الرجوع؟» قال: «نعم.» وتمثّل:

ما للرجال مع القضاء محالة ... ذهب القضاء بحيلة الأقوام [٣٧٩]

وقال: «أمّا إذا عزمت على هذا، فاحفظ عنّى واحدة خار الله لك، إذا دخلت عليه فاقتله، ثمّ بايع لمن شئت، فإنّ الناس لا يخالفونك.» وكتب أبو مسلم إلى أبى جعفر يخبره أنّه ينصرف إليه.

قالوا: فقال أبو أيّوب: فدخلت على أبى جعفر وهو فى خباء شعر بالروميّة جالسا على مصلّى بعد العصر، وبين يديه كتاب أبى مسلم، فرمى به إلىّ، فقرأته، ثمّ قال:

- «والله لئن ملأت عيني منه لأقتلنّه.» فقلت فى نفسي: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. ٢: ١٥٦ طلبت الكتابة حتّى إذا بلغت غايتها، فصرت كاتبا للخليفة وقع هذا بين الناس، والله ما أرى أنّه إن قتل يرضى أصحابه بقتله، ولا يدعون هذا حيّا ولا أحدا ممن يتّصل بهم.

وامتنع منّى النوم.

ثمّ قلت: لعلّ الرجل يقدم وهو آمن، فإن كان آمنا فعسى أن تناول [٢] ما تريد وإن قدم وهو حذر لم تقدر عليه. فلو التمست حيلة.»


[١] . فى الأصل: منك. وما أثبتناه يؤيّده السياق والطبري (١٠: ١٠٨) .
[٢] . فى الطبري (١٠: ١٠٨) : ينال. وكذلك باقى الأفعال، فى هذه العبارة، فهي كلّها بصيغة الغائب، وآ كالأصل: تنال. المتكلم يخاطب نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>