للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعادت يد ابن البريدي إلى عمالة الأهواز واستقامت الأمور وخلع القاهر على يلبق وطوّقه وسوّره [٤١٠] بطوقين وسوارين مرصّعين بالجواهر.

وخرج أمر القاهر ببيع دار المخرّم التي كانت برسم الوزارة وكانت قديما لسليمان بن وهب فقطعت وبيعت من جماعة من الناس بمال عظيم لأنّ ذرعها يشتمل على أكثر من ثلاثمائة ألف ذراع وصرف ثمنها فى مال الصلة لبيعة القاهر بالله.

وورد الخبر بموت تكين الخاصّة بمصر فأشار الوزير أبو علىّ ابن مقلة بإنفاذ علىّ بن عيسى إليها للإشراف عليها فابتدأ بالاستعداد للخروج، ثم صار إلى أبى علىّ ابن مقلة فى بعض العشايا وصادفه خاليا فعرّفه كبر سنه وضعف حركته ونقصان قوّته وأنّه لا يستشفع إليه بغير كرمه ولا يوسّط بينه وبينه أحدا غيره وحلف على موالاته أيمانا أكّدها وسأله إعفاءه من الشخوص وتذلل له وانكبّ على يده ليقبّلها فمنعه من ذلك وخاطبه بمعرفته بحقّه وعلمه بمكانه فأعفاه من الشخوص فانصرف علىّ بن عيسى شاكرا.

وورد كتاب محمّد بن تكين يخطب مكان أبيه فأجيب إلى ذلك وحمل إليه الخلع والعهد. وكتب القاهر رقعة بخطّه إلى أبى علىّ ابن مقلة بالتكنية وبزيادة فى التشريف والرتبة وأمره [٤١١] أن يكتب بذلك إلى الأمصار والأعمال كلّها، ففعل ذلك ثمّ حمل إليه خلعة بعد خلعة للمنادمة وحمل إليه صينية فضّة مذهّبة فيها ندّ [١] وعنبر وغالية ومسك وصينية أخرى فيها رطلية بلّور فيها شراب مطبوخ عتيق وقدح بلّور وكوز ومغسل فضّة.

وشغب الجند بمصر على محمّد بن تكين فقاتلهم وهزموه [٢] .


[١] . النّدّ: عود يتبخّر به (فارسية) .
[٢] . فى مط: وهزموا.

<<  <  ج: ص:  >  >>