للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلبق تستر فعمل بها البريدي أعظم ممّا عمل القراريطى بكثير لأنّ الناس توقّوا منه، فلمّا رأوا أصحاب السلطان أنسوا. فأتى البريدي عليهم وكبس اليهود وهم معظم التّجار وتجاوز كلّ قبيح ووفى بالمائة الألف الدينار.

وسار يلبق إلى الأهواز وأهلها هاربون من محمّد بن ياقوت فسلّموا لأنّهم مضوا إلى البصرة. وابتلى بالبريدى [١] أهل عسكر مكرم وتستر. فأيسر ما عمل أن ركب إلى دور الصيارف فأخذ ما وجد من الأموال لهم ولمن يضاربهم وخسف بالسواد حتّى صحّح ليلبق مائتي ألف دينار [٤٠٩] وبقيت على البريدىّ خمسون ألف دينار وعنى به ابن الطبري لأنّ البريدىّ خدمه خدمة تامّة حتّى إنّه كان يحضر أبواب البيع فى البلدان ويجلس على غاشيته ينتظر خروجه، فإذا خرج سأله أن يعطيه برشائه فإذا أعطاه قبّله وجعله فى كمّه وأشهد له بضياع ارتفاعها عشرة آلاف دينار فكان ذلك سبب عناية ابن طبرى به.

وخاطب له يلبق وقال له:

- «أبو عبد الله ثقة ونجعل هذه الخمسين الألف الدينار فيما يخصّ الأمير- وكان ماله فى الجملة- وقد خدم وبيّض وجه الأمير فيما خدم ودبّر وبدّد شمل هؤلاء وإنّه لأحقّ بمجلس أبى علىّ ابن مقلة منه وأنفذ فى التدبير والأمور.» فأجابه يلبق إلى ما سأل وخلّف غلاما عند البريدي يقال له ايتاخ.

ورحل ابن ياقوت إلى شابرزان [٢] وتبعه يلبق ودخلوا مدينة السلام.

وأطلقت أملاك ابني رائق ومحمّد بن ياقوت ومفلح وسرور دون إقطاعاتهم وأطلق لعبد الواحد بعض أملاكه القديمة وأعفى هو ووالدته من المصادرة


[١] . كذا فى الأصل ومط: بالبريدى. وما فى مد: البريدىّ.
[٢] . شابرزان: بليدة بين السّوس والطّيب من أعمال خوزستان (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>