للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلّا غلماننا.» فردّ الإختيار إليهم، كاتبوا وتوثّقوا لنفوسهم من يلبق وعبروا إليه وتحيّر محمّد بن ياقوت فراسل يلبق فى أن يحلف بسلامة نيّته إذا لقيه ليعبر إليه ويفاوضه ويعود إلى معسكره. فأجابه وحلف له على ذلك وعبر إليه محمّد بن ياقوت بدرّاعة بيضاء وعمامة وجمشك [١] فى رجله ومعه غلام واحد وقت العصر فقام له يلبق وتفرّدا وتطاولا حديثا ما عرف فى الوقت.

واشتعلت النيران فى ثياب البريدي وتردّد دفعات إلى ابن الطبري يشير بالقبض على ابن ياقوت وراسل ابن الطبري يلبق بذلك وقال له:

- «البريدي خليفة الوزير وثقة الأستاذ مونس يشير بذلك ولست أقول أنا شيئا.» فقال يلبق:

- «ما كنت بالذي أخفر أمانتى [٤٠٨] وأحنث فى يميني ولو ذهبت نفسي.» وحضر وقت الصلاة فقام محمّد بن ياقوت تحت الفازة فى موضع فسيح فأذّن وأقام وتقدّم للصلاة يلبق وأكثر العسكر وراءه ولمّا استتمّ المكتوبة انثنى إلى يلبق معانقا له فقام إليه وودّع كلّ واحد منهما صاحبه وعاد محمّد بن ياقوت إلى عسكره [٢] وظهر السرّ وكان تعاتبهما أوّلا ثمّ تحالفا وتعاقدا واصطلحا على أن يسيرا إلى الحضرة بشروط الأمان على أن يكون بينهما فى المسير منزل فمنزل.

ورحل محمّد بن ياقوت بعد ثلاثة أيّام من تستر إلى عسكر مكرم ودخل


[١] . فى مط: حمل، بدل «جمشك» بضم الجيم كما ضبط فى الأصل. أصلها الفارسي: جمشك (چمشك) ، أى الحذاء.
[٢] . فى مط: معسكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>