للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أنا واحد منكم ولست أخالفكم فى رأى ولكنّ الوجه أن نجتمع بتستر [٤٠٦] فإنّها حصينة منيعة وندبّر أمرنا بما يوفق الله عزّ وجلّ له ولا نحارب.» وواقفهم على مال يعطيهم وساروا للوقت إلى عسكر مكرم وأفرجوا عن قصبة الأهواز فعمل القراريطى بها ما لا يعمله الدمستق وفتح الدكاكين بالليل وبعث إليها البغال وحمل منها أمتعة التجّار وصادر الأسود والأبيض.

ولمّا ورد الخبر بنزول يلبق السوس نفذت الجماعة إلى تستر وورد البريدىّ وسلك طريق القراريطى وزاد وما زال يحتال حتّى وفّى الخمسين الألف الدينار ثمّ وافى يلبق والجيوش جسر تستر فوجده مقطوعا وحال بينه وبين تستر دجيل.

فحكى عن أبى عبد الله البريدىّ بعد ذلك أنّه قال: هممت بالتغلّب ووضعت فى نفسي الإمرة وتدبير الرجال منذ ذلك لمّا رأيت انحلال يلبق وسقوط ابن الطبري كاتبه لأنّى رأيتهما متخلّفين ساقطين. وكان الشارد قد طار وضجّ يلبق واضطرب رجاله فهمّ بالانصراف فثبّته أبو عبد الله البريدىّ وما زال يتردّد إلى القوّاد ويهزّهم ويهاديهم ويسكّنهم ويكاتب ابني رائق بالمودة ويشير عليهما بمفارقة ابن ياقوت ويذكر لهما سوء أخلاقه وشدّة عجبه وتطاوله [٤٠٧] عليهما حتّى استجابا إلى تقلّد البصرة والانصراف عن تستر.

فما عرف ابن ياقوت الخبر حتّى ضربا بالبوق بكرة ورحلا فلم يكن له بهما يدان لأنّه لو كاشفهما لعبر العسكر الذي بازائه إليه وقتل أو أسر. ولمّا توجّه ابنا رائق إلى البصرة استأذن مفلح وسرور فى العبور بعبد الواحد إلى يلبق وقالوا لمحمّد بن ياقوت:

- «قد ضعفت نفوسنا وأنت معتصم برجالك ونحن فلا عدّة لنا ولأصحابنا

<<  <  ج: ص:  >  >>