للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الصولجان والكرة، وتيمّن به، لإلقاء الملقى الكرة إلى الصولجان واجتراره [١] إيّاها، وأنّه شبّه الأرض بالكرة، وتفأل بملكه إياها، واحتوائه عليها، وأنه يجترّ ملك دارا إلى ملكه، وبلاده إلى حيّزه من الأرض، وأن نظره إلى السمسم الذي بعث به، كنظره إلى الصولجان والكرة، لدسمه وبعده من المرارة والحرافة. وبعث إلى دارا مع كتابه بصرّة من «خردل» ، وأعلمه في ذلك الجواب: أنّ ما بعث به إليه قليل، غير أنّ ذلك مثل الذي بعث به في القوّة، والحرافة، والمرارة، وأنّ جنوده فيما وصف به منه.

فلما وصل إلى دارا جواب كتاب الإسكندر، جمع إليه جنده [٢] ، وتأهّب لمحاربة الإسكندر، وتأهّب له الإسكندر، وسار نحو [٦٦] بلاد دارا. فلمّا التقيا، وجرى ما جرى من أمر القائدين اللذين تقرّبا إلى الإسكندر وطلبا الحظوة عنده والوسيلة، وكان نادى الإسكندر ألّا يقتل دارا، وأن يؤسر أسرا، فلمّا أعلم الإسكندر بما جرى، سار [٣] حتى وقف عنده، فرآه يجود [٤] بنفسه. فنزل الإسكندر عن دابته، حتى جلس عند رأسه، وأخبره أنه ما همّ بقتله، وأن الذي أصابه لم يكن عن رأيه.

وقال له: «سلني ما بدا لك [٥] فإنى أسعفك به.» فقال له دارا: «لى حاجتان: إحداهما أن تنتقم لى من الرجلين اللذين فتكا بى- وسمّاهما- والأخرى أن تتزوج ابنتى: روشنك.» فأجابه إلى الحاجتين، وأمر بصلب الرجلين اللذين انتهكا من ملكهما ما انتهكا، وتزوّج روشنك وملك الأرض كلها.

ويقال: إن الرجلين اللذين قتلا دارا، إنّما فعلا ذلك بأمر الإسكندر، وكان شرط


[١] . مط: واحتياز.
[٢] . جنده: سقطت من مط.
[٣] . سار: سقطت من مط.
[٤] . مط: بحول.
[٥] . مط: ما بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>