للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رياسة عسكر الماء وجعل اسفهسلّار الديلم فى عسكر الظهر صعلوك بن باطاهر [١] أحد وجوه قوّاد البصريين.

فلمّا ورد الوزير أبو الفضل عسكر أبى جعفر وجّه إلى ليلى بن موسى فياذه وإلى أحمد الطويل ومن معهما يأمرهم أن يشحنوا تلك الزبازب والطيارات بالرجال والسلاح ويصعد إليه على تعبية من جانب دجلة الشرقي المعروف بالفرات ولا يعبروا فى طريقهم إلى الأبلّة ولا يقاتلوا أصحاب الحبشي ولا يهيجوهم إلى أن يصلوا إليه فيضيف إليهم من معه من الخواصّ والغلمان وقد كانوا مستقلّين بنفوسهم ومن حصل عندهم من الأتراك الذين هربوا إليهم من البصرة وأقام ليلته ينتظرهم وتعذّرت الميرة عليه وانقطعت المادّة عن عسكره وتحيّر فى أمره حتى لو تأخّر الفتح يوما لما أمكنه المقام ولاحتاج إلى الرحيل فتكون هزيمة عليه.

فلمّا كان الغد أصعد ليلى بن موسى والجماعة على أهبة وتعبية وعملوا على امتثال الأمر وترك التعرض لمن فى طريقهم من أصحاب الحبشي. فلمّا جازوا الأبلّة خرج أولئك نحوهم وبدءوهم بالحرب فعدل حينئذ ليلى بن موسى ومن معهم إليهم وواقعوهم وغرّقوا عدة من زبازبهم واستأمنت عدة أخرى وهرب بكتيجور صاحب الحبشي [٢] ناجيا [٣١٣] بحشاشته واشتملوا على بقية عسكر الماء.

ثمّ طمعوا فى الظهر فتقدموا إلى الديلم هناك وقاتلوهم ساعة ثمّ تهيّأ لطائفة أن صعدوا إلى شاطئ الأبلّة وصاروا فى ظهورهم فاضطربوا وانهزموا وقتل منهم نفر وانهزم قوم واستأمن آخرون وملكت الأبلّة.

وأنفذ ليلى غلاما له فى بعض الزبازب إلى الوزير أبى الفضل مبشّرا


[١] . كذا فى الأصل.
[٢] . فى مط: صاحب الجيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>