للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعث الجرّاح بن عبد الله الحكمي، فسرّحه إلى خراسان.

وأقبل مخلد بن يزيد من خراسان يعطى الناس، لا يمرّ بكورة إلّا أعطاهم فيها أموالا عظاما، حتّى قدم على عمر بن عبد العزيز. فدخل عليه، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

- «إنّ الله، يا أمير المؤمنين، صنع لهذه الأمّة بولايتك عليها، وقد ابتلينا بك، فلا نكن أشقى الناس بولايتك، علام تحبس هذا الشيخ؟ أنا أتحمّل ما عليه، فصالحنى على ما [١] إيّاه تسأل.» فقال عمر:

- «لا، إلّا أن [٢] تحمل جميع ما إيّاه نسأل.» فقال:

- «يا أمير المؤمنين، إن كانت لك بيّنة [٥٤٦] فخذه بها، وإن لم تكن بيّنة فصدّق مقالة يزيد، وإلّا فاستحلفه [٣] ، فإن لم يفعل فصالحه.» فقال عمر:

- «ما أجد إلّا أخذه بجميع المال.» فلمّا خرج مخلد من عند عمر، قال:

- «هذا خير عندي من أبيه.» ولمّا أبى يزيد أن يؤدّى إلى عمر شيئا، ألبسه جبّة صوف وحمله على جمل وقال:

- «سيروا به إلى الدهلك [٤]


[١] . على ما إيّاه تسأل: كذا فى الأصل. وفى مط: على إيّاه تسأل. فسقطت «ما» .
[٢] . إلّا أن تحمل: كذا فى الأصل. وما فى مط: إلّا صحان تحمل! وهو خطأ غريب.
[٣] . استحلفه (بالحاء المهملة) : كذا فى الأصل. وما فى مط: استخلفه (بالخاء المعجمة) وهو خطأ.
[٤] . دهلك، ويقال: دهنك: جزيرة فى بحر اليمن وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة: بلدة ضيّقة حرجة حارّة كان بنو أميّة إذا سخطوا على أحد نفوه إليها (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>