للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إن فعلت هذا بهؤلاء لم يكن لك بخراسان قرار، وإن لم تعمل فى هذا حتّى يوضع عنهم فسدت عليك وعليهم خراسان، لأنّ هؤلاء أعيان النّاس، قرفوا بالباطل. إنّما كان على مهزم بن جابر ثلاثمائة ألف، فزادوا مائة ألف، فصار أربعمائة ألف، وعامّة من سمّى لك ممّن كثير عليه، هو بمنزلته.» فكتب مسلم بذلك إلى ابن هبيرة، وأوفد وفدا فيهم مهزم بن جابر. فلمّا وصلوا قال مهزم بن جابر: [١٤]- «أيّها الأمير، إنّ الّذى رفع إليك رفع الباطل والظّلم. ما علينا من هذا كلّه إلّا القليل الّذى لو أخذنا، به أدّيناه.» فقال ابن هبيرة:

- «إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها.» [١] قال:

- «فليقرأ الأمير ما بعده: وإذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل.» فقال ابن هبيرة:

- «لا بدّ من هذا المال.» قال:

- «أما والله، إن أخذته لتأخذنّه من قوم شديدة شوكتهم ونكايتهم فى عدوّك وليضرّنّ ذلك بأهل خراسان فى عدّتهم وكراعهم وحلقتهم، ونحن فى ثغر نكابد فيه الأعداء لا تنقضي حربهم، وإنّ أحدنا ليلبس الحديد حتّى يلتبس [٢] صدأه بجلده، وحتّى إنّ الخادمة التي تخدمه لتصرف وجهها عن مولاها، أو عمّن تخدمه لسهوكة [٣] الحديد، وأنتم فى بلادكم متفضّلون فى الرّقاق وفى المعصفرات، والّذين قرفوا بهذه الأحوال وجوه أهل خراسان،

و


[١] . س ٤ النساء: ٥٨.
[٢] . يلتبس: كذا فى الأصل. وفى الطبري (٩: ١٤٦١) : ويخلص صدأه إلى جلده.
[٣] . سهوكة الحديد: كذا فى الأصل وآ. فى مط: سهولة الحديد. والسهوكة: ريح كريهة تجدها ممّن عرق، أو من اللحم المنتن، وفى الطبري: ريح الحديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>