للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل فرغانة والشّاش.

- قال مسلم بن سعيد:

- «أعزم على كلّ رجل إلّا اخترط سيفه.» ففعلوا، فسارت الدّنيا كلّها سيوفا. فتركوا [١] الماء، وعبروا. فأقام يوما، ثم [٢١] قطع من غد، واتّبعهم ابن لخاقان.

قال: فأرسل حميد بن عبد الله وهو على السّاقة إلى مسلم:

- «قف لى ساعة، فإنّ خلفي مائتي رجل من التّرك، حتّى أقاتلهم.» وهو مثقل جراحة. فوقف النّاس، وعطف على التّرك، فأسر أهل السّغد وقائدهم وقائد التّرك فى سبعة، وانصرف البقيّة، ورمى حميد بنشّابة فى ركبته فمات.

وعطش النّاس بعد قطع النّهر، وكان عبد الرّحمن بن نعيم الغامدى [٢] حمل عشرين قربة على إبله. فلمّا رأى جهد النّاس أخرجها، فشربوا جرعا، واستسقى يوم العطش مسلم بن سعيد، فأتوه بإناء، فأخذه جابر، أو حارثة بن كثير من فيه. فقال مسلم:

- «دعوه، فما نازعنى شربتى إلّا من حرّ دخله.» فأتوا خجندة، وقد أصابتهم شدّة ومجاعة. فانتشر النّاس، وورد الخبر بولاية أسد بن عبد الله خراسان، ولّاه خالد القسرىّ وعزل مسلم بن سعيد.

فبينا النّاس بخجندة إذا فارسان يركضان ويسألان عن عبد الرّحمن بن نعيم، فأتياه بعهده من أسد بن عبد الله [٢٢] فأقرأه عبد الرّحمن مسلما، فقال:

- «سمعا وطاعة.»


[١] . فتركوا: كذا فى الأصل. فى مط: ونزلوا. وفى آ: فزلوا وكلاهما خطأ.
[٢] . الغامدى (بالغين المعجمة) : كذا فى الأصل. وما فى مط وآ: العامدى (بالعين المهملة) . وفى الطبري (٩: ١٤٧٩) . العامري.

<<  <  ج: ص:  >  >>