للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإذن لهم. فقرأ الكتاب، وأتى به مسلم بن سعيد وبعهده [١] . فقال مسلم:

- «سمعا وطاعة.» فقام عمرو بن هلال السّدوسى، فقنعه سوطين لما كان منه إلى بكر بن وائل بالبروقان، وشتمه حسين بن عثمان بن بشر بن المحتفر [٢] . فغضب عبد الرّحمن بن نعيم، وزجرهما، وأغلظ لهما، ثمّ أمر بهما فدفعها، وقفل بالنّاس، وشخص معه مسلم. فلمّا قدموا على أسد، وهو بسمرقند، شخص أسد إلى مرو، وعزل هانئا، واستعمل على سمرقند الحسن بن أبى العمرّطة من ولد آكل المرار.

فقدمت على الحسن امرأته وهي الجنوب بنت القعقاع بن الأعلم سيّد الأزد [٢٧] ويعقوب بن القعقاع قاضى خراسان. فخرج يتلقّاها، وغزاهم التّرك، فقيل له:

- «هؤلاء التّرك قد أتوك.» وكانوا سبعة آلاف. فقال:

- «ما أتونا، ولكن أتيناهم، وغلبناهم على بلادهم، واستعبدناهم. وأيم الله، مع هذا، لأدنيّن بعضكم من بعض، ولأقرننّ نواصي خيلكم بنواصي خيلهم. ثمّ خرج، فتباطأ حتّى أغار التّرك وانصرفوا. فقال النّاس:

- «خرج إلى امرأته فتلقّاها [٣] مسرعا. وخرج إلى العدوّ متباطئا.» فبلغه ذلك، فلم يحتملها فخرج إليهم، وخطبهم وقال:

- «تقولون وتعيبون. اللهم اقطع آثارهم، وعجّل أقدارهم، وأنزل بهم


[١] . وبعهده: كذا فى الأصل ومط والطبري (٩: ١٤٨٥) : وبعهده فى آ: وتعهده.
[٢] . المحتفر: كذا فى الأصل. ما فى مط: غير واضح. والحرفان الأخيران مهملان فى آ. وما فى الطبري (٩: ١٤٨٥) : المحتفز (بالزاء المعجمة) .
[٣] . فتلقّاها مسرعا: كذا فى الأصل ومط وآ: فتلقّاها. ما فى الطبري (٩: ١٤٨٧) : يتلقاها مسرعا. وفى تعاليقه: مسرعا يتلقّاها (بالتقديم والتأخير) .

<<  <  ج: ص:  >  >>