للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج إليهم أشرس، فنزل آمل، وأقام ثلاثة أشهر، وقدم قطن بن قتيبة بن مسلم فعبر النّهر فى عشرة آلاف واقبل التّرك مع أهل بخارى والسّغد فحصروا قطن بن قتيبة فى خندقه، وجعل خاقان ينتخب كلّ يوم فارسا فيعبر، وقطعت قطعة من التّرك النهر فقال قوم:

- «أقحموا [١] دوابّكم عريا.» فعبروا، وأغاروا على سرح النّاس، فأخرج أشرس ثابت قطنة [٤٢] بكفالة عبد الله بن بسطام بن مسعود بن عمرو، ووجّهه مع عبد الله بن بسطام فى خيل، فاتّبعوا التّرك، فقاتلوهم بآمل حتّى استنقذوا ما بأيديهم. ثمّ قطع التّرك النّهر راجعين، ثمّ عبر أشرس بالنّاس إلى قطن بن قتيبة، ووجّه أشرس رجلا يقال له: مسعود، أحد بنى حيّان فى سريّة، فلقيهم العدوّ، فقاتلهم، فهزم مسعود وأصيب رجال من المسلمين، وأقبل العدوّ. فلمّا صاروا بقرب، لقيهم المسلمون، فقاتلوهم، فجال المسلمون، فقتل فى تلك الجولة خلق من المسلمين. ثمّ كرّ المسلمون، وصبروا، فانهزم المشركون، ومضى أشرس بالنّاس حتّى نزل بيكند [٢] ، وقطع عنهم العدوّ الماء، فأقام أشرس والمسلمون فى عسكرهم يومهم وليلتهم، فأضحوا وقد نفد ماؤهم، فاحتفروا فلم ينبطوا وعطشوا، فارتحلوا إلى المدينة الّتى منها قطعوا الماء عنهم [٣] ، وعلى مقدّمة المسلمين قطن بن قتيبة، فلقيهم العدوّ، فقاتلوهم، فجهدوا من العطش، فمات منهم سبعمائة وعجز النّاس عن القتال، وكاد قوم يوسرون من الجهد، فحضّ الحارث بن سريج [٤٣] النّاس. فقال:

- «أيّها النّاس، القتل بالسّيف أكرم فى الدّنيا وأعظم أجرا عند الله من


[١] . أقحموا: كذا فى الأصل وآ، والطبري (٩: ١٥١٢) : أقحموا. وفى مط: ألجموا.
[٢] . بيكند (بكسر الباء وفتح الكاف) ،: بلد بين بخارى وجيحون. (مراصد الاطلاع) .
[٣] . عنهم: كذا فى الأصل وآ: عنهم. وما فى مط: منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>