للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجبل [١] فى مكان ضيّق، فلم يقدم عليهم أحد. وقصد العدوّ الميمنة، وفيها تميم والأزد فى موضع واسع فيه مجال للخيل، فترجّل حيّان بن عبيد الله بن زهير بين يدي أبيه، ودفع برذونه إلى أخيه عبد الملك.

فقال له أبوه:

- «يا حيّان، انطلق إلى أخيك فإنّه حدث وأخاف عليه.» فأبى، فقال:

- «يا بنىّ، إنّك إن قتلت على حالك هذه، قتلت عاصيا.» فرجع إلى الموضع الّذى خلّف فيه أخاه والبرذون فإذا أخوه قد لحق بالعسكر وقد شدّ البرذون، فقطع حيّان مقوده وركبه، فإذا العدوّ قد أحاطوا بالموضع الّذى خلّف فيه أباه وأصحابه، فأمدّهم الجنيد بنصر بن سيّار وبسبعة فيهم جميل بن غزوان. فدخل عبيد الله بن زهير معهم، وشدّوا على العدوّ، فكشفوهم، ثمّ كرّوا عليهم، فقتلوا جميعا، فلم يفلت أحد ممّن كان فى ذلك الموضع. [٦٢] قتل عبيد الله بن زهير، وابن حوذان، وابن حرفاس، والفضيل [٢] بن هنّاد، وجالت الميمنة والجنيد واقف فى القلب، فأقبل إلى الميمنة، فوقف تحت راية الأزد، وقد كان جفاهم.

فقال له صاحب راية الأزد:

- «ما جئتنا لتحبونا ولا لتكرمنا، ولكنّك قد علمت أنّه لا يوصل إليك ومنّا رجل حي، فإن ظفرنا كان لك، وإن هلكنا لم تبك علينا، ولعمري، لئن ظفرنا وبقيت لا أكلّمك كلمة أبدا.» وتقدّم، فقتل، وأخذ الرّاية ابن مجّاعة، فقتل، فتناول الرّاية ثمانية عشر


[١] . الجبل: كذا فى الأصل: و (٩: ١٥٣٥) : الجبل (كما فى الموضع السابق)
[٢] . الفضيل: فى الأصل ومط: الفضل. وفى الطبري (٩: ١٥٣٦) : الفضل كما فى الموضع السابق منه، فوحّدنا الضبط.

<<  <  ج: ص:  >  >>