للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معك حتّى نموت إن بذلت الأموال.» قال:

- «فإنّى أفعل.» قال يزيد بن قران الرّياحى:

- «إن لم أقاتل معك ما قاتلت، فبنت الأبرد بن قرّة الرّياحى طالق ثلاثا.» وكانت عنده. فقال عاصم:

- «كلّكم على هذا؟» قالوا:

- «نعم.» وكان سلمة بن أبى عبد الله صاحب حرسه يحلّفهم بالطّلاق.

وأقبل الحارث بن سريج إلى مرو فى جمع كثير يقال ستّون ألفا، ومعه فرسان الأزد وتميم وعدّة من الدّهاقين، وخرج عاصم فى أهل مرو، وغيرهم، فعسكر عند البيعة وقال: فأعطى النّاس دينار دينارا، فخفّ عنهم النّاس، وأعطاهم ثلاثة دنانير ثلاثة دنانير. فلمّا قرب بعضهم من بعض، أمر بالقناطر فكسرت. فجاء أصحاب الحارث، فقالوا:

- «تحصروننا فى البرّيّة [١] ، دعونا نقطع إليكم فنناظركم فى ما خرجنا له.» فأبوا عليهم. وذهبت رجّالتهم يصلحون القناطر، وأتاهم رجّالة مرو يقاتلونهم ويمنعونهم. فمال محمّد بن المثنّى برايته إلى عاصم، فلمّا فعل ذلك بدأ أصحاب الحارث بالحملة، والتقى النّاس، فقتل قوم وانهزم أصحاب الحارث، فغرق بشر كثير من أصحاب [٧٩] الحارث ومضت الدّهاقين إلى بلادهم. فأرسل عاصم بجماعة إلى الحارث يسأله ما يريد. فبعث الحارث إليه بمحمّد بن مسلم وحده، فرجع معهم، وقال لهم:

- «إنّ الحارث وإخوته يقرأون عليكم السّلام ويقولون: قد عطشنا، فدعوا


[١] . البرّيّة: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٥٧٠) : البرّيّه. وفى مط: البويه. وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>