- «رحمك الله، ما قولك فى أبى بكر وعمر؟»[١] قال زيد: «رحمهما الله وغفر لهما، ما سمعت من أهل بيتي أحدا يتبرّأ منهما، ولا يقول فيهما إلّا خيرا.» قالوا: «فلم تطلب إذا بدم أهل هذا البيت، إلّا أنّ هذين وثبا على سلطانكم.
فنزعاه من أيديكم؟» فقال زيد:
- «إنّ أشدّ ما نقول فى ما ذكرتم أنّا كنّا أحقّ بسلطان رسول الله صلى الله عليه من النّاس أجمعين، وأنّ القوم استأثروا علينا ودفعونا عنه، ولم يبلغ ذلك بهم عندنا كفرا. قد ولوا فعدلوا، وعملوا بالكتاب واتّبعوا السّنّة.» قالوا له:
- «فلم يظلمك إذا هؤلاء، فلم تدعونا إلى قتال قوم ليسوا لك بظالمين؟» فقال لهم:
- «إنّهم ليسوا كأولئك. لأنّ هؤلاء ظالمون لأنفسهم، وإنّما ندعوهم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، وإلى السّنن أن تحيا، وإلى البدع أن تطفأ. فإن أنتم أجبتمونا سعدتم، وإن [١٤١] أنتم أبيتم، فلست عليكم بوكيل.» ففارقوه ونكثوا بيعته وقالوا:
- «سبق الإمام.» وقد كان هلك محمد بن علىّ بن الحسين يومئذ، وكان ابنه جعفر حيّا، فقالوا:
- «جعفر إمامنا وهو أحقّ بالأمر بعد أبيه وليس زيد بإمام.» فسمّاهم زيد الرّافضة. وهم اليوم يزعمون أنّ الّذى سمّاهم الرّافضة المغيرة، وذلك أنّهم فارقوه بالكوفة وتركوه حتّى قتل، وقد حكينا أمره.