للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ إنّ عبيد الله برز، فخرج إليه واصل الحنّاط، فاضطربا بسيفيهما فقال واصل:

- «خذها منّى وأنا الغلام الحنّاط.» فقال:

- «قطع الله يدي إن كلت [١] بقفيز أبدا.» ثمّ ضربه، فلم يصنع شيئا، وانهزم عبيد الله وأصحابه، وبلغ زيد وأصحابه باب المسجد، وجعلوا يدخلون راياتهم من فوق الأبواب ويقولون:

- «يا أهل المسجد، اخرجوا.» وجعل نصر بن خزيمة يناديهم ويقول:

- «يا أهل الكوفة اخرجوا من الذّلّ والصّغار إلى العزّ، اخرجوا الى الدّين والدّنيا.» فأشرف عليهم [١٤٥] أهل الشّام، فجعلوا يرمونهم بالحجارة. وانصرف عنهم زيد بن علىّ، فنزل دار الرزق، وخرج اليه ناس من أهل الكوفة، فأتاه ريّان بن سلمه، فقاتله عند دار الرزق قتالا شديدا، فخرج أهل الشّام وقتل منهم وانهزموا، وتبعهم أصحاب زيد من دار الرزق حتّى انتهوا الى المسجد، فرجع أهل الشّام مساء يوم الأربعاء أسوأ شيء ظنّا. فلمّا كان من الغد يوم الخميس دعا يوسف الرّيّان بن سلمه وليس عليه سلاحه فأفّف به وقال:

- «أفّ لك من صاحب خيل، اجلس.» ودعا العبّاس بن سعد المرّى [٢] صاحب شرطته، فبعثه فى أهل الشّام، فسار حتّى انتهى الى زيد فى دار الرّزق، وخرج زيد فى أصحابه، وعلى مجنّبته نصر بن خزيمة العبسي، ومعاوية بن إسحاق الأنصارى. فلمّا رءاهم العبّاس

و


[١] . كلت. الضبط فى الطبري (٩: ١٧٠٦) : كلت. وفى حواشيه: كلت.
[٢] . سعد المرّى: كذا فى الأصل: وآ ومط: سعد المرّى. فى الطبري (٩: ١٧٠٧) : سعيد المزني.

<<  <  ج: ص:  >  >>