للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوائلها حتّى بلغ ذلك بيهق، وكتب الوليد إليه يأمره أن يبعث إليه برابط وطنابير، وأن يجمع له كلّ صنّاجة بخراسان يقدر عليها [١٧٠] وكلّ باز هناك، ثمّ يسير بذلك كلّه بنفسه، مع ما أعدّه، وبوجوه أهل خراسان.

وكان المنجّمون يخبرون نصرا بفتنة تكون. فبعث نصر إلى صدقة بن وثّاب، وكان منجّما محذقا [١] ببلخ فأحضره فكان مقيما عنده، وألحّت عليه الكتب. فلم يزل يتباطأ حتّى وجّه إليه يوسف رسولا وأمره بلزومه واستحثاثه، فإن أبطأ، أشاع فى الناس أنّه خلع.

فلمّا جاء الرسول أجازه وأرضاه، وتحوّل إلى قصره الذي هو دار الإمارة اليوم. فلم يأت لذلك إلّا يسير، حتّى وقعت الفتنة، فحوّل نصر إلى قصره بماجان، واستخلف عصمة بن عبد الله الأسرى على خراسان، وولّى كلّ كورة ثقة له، وأمرهم، إذا بلغهم خروجه من مرو، أن يستجلبوا [٢] الترك، وأن يغيروا على ما وراء النهر لينصرف بعد خروجه، يعتلّ بذلك. فبينا هو يسير يوما إلى العراق طرقه ليلا مولى لبنى ليث وناجاه [٣] .

فلمّا أصبح أذن للناس، وبعث إلى رسل الوليد، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

- «قد كان من مسيري ما رأيتم، وبعثني بالهدايا ما علمتم، فطرقنى فلان ليلا وأخبرنى أنّ الوليد قد قتل، ووقعت الفتنة بالشام، وقدم منصور بن جمهور العراق، [١٧١] وقد هرب يوسف بن عمر منه، ونحن فى بلاد قد علمتم حالها وكثرة عدوّها.»


[١] . محذقا: كذا فى الأصل: محذقا. فى مط وآ: محدقا. فى الطبري (٩: ١٧٦٦) : وكان منجّما. (بدون «محذقا» )
[٢] . فى الطبري (٩: ١٧٦٧) : يستحلبوا. (بالحاء المهملة) .
[٣] . ناجاه: كذا فى الأصل ومط: ناجاه. فى آ: فاجاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>