للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففعل. فلمّا نزل منصور بحيث يصبّح البلد، خرج يوسف إلى منزل سليمان فأقام أيّاما ثمّ وجّه معه من أخذ به طريق السماوة حتّى صار إلى البلقاء. وكان يوسف وجّه رجلا من بنى كلاب فى خمسمائة وقال لهم:

- «إن مرّ بكم يزيد بن الوليد نفسه فلا تدعنّه يجوز.» فأتاهم منصور بن جمهور فى سبعة فلم يهيجّوه فانتزع سلاحهم منهم وأدخلهم الكوفة.

ولمّا بلغ يوسف البلقاء رفع خبره إلى يزيد بن الوليد فوجّه قائدا فى خمسين رجلا وقال له:

- «ائتني بيوسف.» فأتى البلقاء وطلبه فى منزله فلم يجده ورأى ابنا فرهّبه. [١] فقال:

- «أنا أدلّك عليه.» وذهب [٢٠١] به إلى مزرعة فوجدوه فى ثياب النساء جالسا مع نسوة، فألقين عليه قطيفة خزّ، وجلسن على حواشيها حاسرات، فجرّوا برجله وأقبلوا به إلى يزيد، فلقيه عامل ليزيد على نوبة من نوائب الحرس، فأخذ بلحيته وهزّها ونتف بعضها- وكان من أعظم الناس لحية وأصغرهم قامة- فلمّا دخل على يزيد قبض على لحيته وكانت حينئذ تجوز سرّته وجعل يقول:

- «نتف والله يا أمير المؤمنين لحيتي فما بقّى فيها شعرة.» فأمر يزيد بحبسه فى الخضراء، فدخل عليه محمّد بن راشد فقال له:

- «أما تخاف أن يطلع عليك بعض من قد وترت فيلقى عليك حجرا فيقتلك؟» قال:

- «لا والله ما فطنت لهذا فنشدتك الله إلّا كلّمت أمير المؤمنين فى تحويلي


[١] . فى الطبري (٩: ١٨٤٢) : فرهّبا ابنا له، بدل «فرهّبه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>