للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: «لا.» [١] وبلغ نصر بأنّ الكرمانىّ يقول: كانت غايتي فى طاعة بنى مروان أن يتقلّد ولدي [٢] السيوف فأطلب بثأر بنى المهلّب معما لقينا من نصر وجفائه وطول حرمانه ومكافأته إيّانا بما كان من صنيع أسد إليه.

فقال عصمة بن عبد الله الأسدى لنصر:

- «إنّها بدئ فتنة، فتجنّ عليه، واحبسه، وأظهر أنّه مخالف، ثمّ اضرب عنقه، وعنق سباع بن النعمان الأزدى، والفرافصة [٣] بن ظهير البكرىّ، فانّه لم يزل غضبان على الله، عزّ وجلّ، بتفضيله مضر على ربيعة.» وكثر على نصر الكلام فى أمر الكرمانىّ، حتّى قال له أصرم بن قبيصة:

لو أنّ جديعا لم يقدر على السلطان والملك إلّا بالنصرانيّة واليهوديّة، لتنصّر أو لتهوّد.» وكان نصر والكرماني متصافين وكان الكرماني أحسن إلى نصر فى ولاية أسد بن عبد الله، فلمّا ولى نصر خراسان عزل الكرماني عن الرئاسة، وصيّرها لحرب بن عامر الواشجى. ثمّ مات حرب، فأعاد الكرمانىّ عليها، ولم يلبث إلّا يسيرا حتّى عزله [٢٠٧] وصيّرها لجميل بن النعمان، فتباعد ما بين نصر والكرمانىّ، فحبس نصر الكرمانىّ فى القهندز، وكان على القهندز مقاتل بن علىّ المرّى [٤] ولمّا همّ نصر بحبس الكرمانىّ تكلّم قوم فخاف نصر الفتنة لأنّ الأزد تعصّب له فقال نصر:


[١] . انظر الطبري (٩: ١٨٥٨) حيث فيه بعض الاختلاف فى عبارات الحوار هنا.
[٢] . فى الطبري (٩: ١٨٥٨) : أن تقلّدنى السيوف.
[٣] . فى الأصل: فرافصة، بضمّ الفاء وفى الطبري بفتحها. فى آ: مهملة تماما.
[٤] . المرّى: كذا فى الأصل: المرّى. فى الطبري (٩: ١٨٥٩) : المراءىّ، ويقال: المرّىّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>