للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مروان إلى الكفّ عن قتاله والتخلية عن ابني الوليد [٢١٩] الحكم وعثمان وكانا فى سجن دمشق وضمن لهم عنهما ألّا يؤاخذاهم بقتلهم أباهما ولا يطلبا أحدا ممّن ولى قتله. فأبوا عليه وجدّوا فى قتاله، فاقتتلوا ما بين ضحوة النهار إلى العصر واستحرّ القتل وكثر فى الفريقين. وكان محربا [١] مكايدا، فدعا ثلاثة نفر من قوّاده أحدهم أخ لإسحاق بن مسلم، فأمرهم بالمسير خلف صفّه فى خيلهم وهم ثلاثة آلاف، ووجّه معهم فعلة بالفؤوس وقد ملأ الصفّان من أصحابه وأصحاب سليمان ما بين الجبلين المحيطين بالمرج، وبين العسكرين نهر خرّار. وأمرهم إذا انتهوا إلى الجبل أن يقطعوا الشجر فيعقدوا جسورا فيجيزوا إلى عسكر سليمان ويغيروا فيه فلم تشعر خيول سليمان وهم مشغولون بالقتال إلّا بالخيل والبارقة [٢] والتكبير فى عسكرهم من خلفهم فلمّا رأوا ذلك انكسروا وكانت هزيمتهم. ووضع أهل حمص السلاح فيهم، فقتلوا منهم نحوا من سبعة عشر ألفا، وكفّ أهل الجزيرة وأهل قنّسرين عن قتلهم، وأتوا مروان من أسراهم بمثل عدّة القتلى وأكثر، واستبيح عسكرهم فأخذ مروان عليهم العهد للغلامين: الحكم وعثمان، وخلّى عنهم بعد أن قوّاهم بدينار [٢٢٠] دينار وألحقهم بأهاليهم.

ومضى سليمان ومن معه من الفلّ حتّى صبّحوا دمشق واجتمع إليه وإلى إبراهيم وعبد العزيز بن الحجّاج رؤوس [من] [٣] معهم فقال بعضهم لبعض:

- «إن بقي الغلامان ابنا الوليد حتّى يقدم مروان فيخرجهما من الحبس ويصير الأمر إليهما لم يستبقيا أحدا من قتلة أبيهما والرأى أن نقتلهما.»


[١] . فى الطبري (٩: ١٨٧٧) : فجرّبا.
[٢] . البارقة: السيوف.
[٣] . من: زيادة من الطبري ليست لا فى الأصل ولا فى مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>