للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرفعهم إلى عاصم بن قيس الشامي، فسألهم عن خبرهم فأخبروه فقال:

- «ارتحلوا.» وأمر المفضّل وكان على شرطته أن يزعجهم فخلا أبو مسلم بالمفضّل، فأجابه، وقال:

- «ارتحلوا على مهل ولا تعجلوا.» وأقام عندهم حتّى ارتحلوا. فقدم أبو مسلم مرو فى أوّل يوم من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة. فدفع كتاب الإمام إلى سليمان بن كثير. وكان فيه أن:

- «أظهر دعوتك ولا تربّص.» فنصبوا أبا مسلم وقالوا:

- «رجل من أهل البيت.» ودعوا إلى طاعة بنى العبّاس، وأرسلوا إلى من قرب منهم ومن بعد [٢٦٥] ممّن أجابهم فأمروهم بإظهار أمرهم والدعاء. فنزل أبو مسلم قرية من قرى خزاعة يقال لها سيكيذنج [١] وشيبان وابن الكرماني يقاتلان نصر بن سيّار.

فبثّ أبو مسلم دعاته فى الناس وظهر أمره وقال الناس:

- «قدم رجل من بنى هاشم.» فاتوه من كلّ وجه، وظهر يوم الفطر فى قرية خالد بن إبراهيم. فصلّى بالناس يوم الفطر القاسم بن مجاشع المري ثمّ ارتحل فنزل باللين وهي قرية لخزاعة فوافاه فى يوم واحد أهل ستين قرية.

فأقام إثنين وأربعين يوما. وكان أوّل فتح أتى أبا مسلم من قبل موسى بن


[١] . كذا فى الأصل: سيكيذنج (بالإهمال) . فى الطبري (٩: ١٩٥٢٩: سفيذنج، وفى حواشيه صور كثيرة من الضّبط والتصحيف ولعلّ الصواب ما فى الطبري حيث تكرّر الاسم فى مواضع آتية فيه وفى هذا النّص أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>