للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم حتّى نزل الماخوان [١] . فأرسل إلى ابن الكرماني شبل بن طهمان يعرّفه أنّى قد أقبلت وأنّى معك على نصر. فقال ابن الكرماني لشبل:

- «إنّى أحبّ أن يلقاني أبو مسلم.» فأبلغه ذلك شبل، فأقام أبو مسلم أربعة عشر يوما، ثمّ سار إلى ابن الكرماني وخلّف عسكره بالماخوان، فتلقّاه عثمان الكرماني فى خيل وسار معه حتّى دخل العسكر وأتى حجرة علىّ، فوقف حتّى أذن له. فدخل وسلّم على علىّ بالإمرة وقد اتّخذ علىّ له منزلا فى قصر لمخلد بن الحسن الأزدى فأقام يومين ثمّ انصرف إلى عسكره بالماخوان وكان احتفر بها خندقا وجعل له بابين ووكلّ بكل باب ثقة واستعمل على الشّرط أبا نصر مالك بن الهيثم، وعلى الحرس أبا إسحاق خالد بن عثمان، وعلى ديوان الجند كامل بن مظفّر ويكنى أبا صالح، وعلى الرسائل أسلم بن صبيح، وعلى القضاء القاسم بن مجاشع النقيب.

فكان القاسم بن مجاشع يصلّى بأبى مسلم فى الخندق [٢٧٨] الصلوات ويقصّ القصص بعد العصر. فيذكر فضل بنى هاشم ومعايب بنى أميّة. ولم يزل أبو مسلم كرجل من الشيعة فى الهيئة حتّى أتاه عبد الله بن بسّام بالأروقة والفساطيط وبآلة المطابخ [٢] والمعالف للدوابّ وحياض الأدم للماء.

فاستعمل أبو مسلم داود بن كرّاز على العبيد وأفردهم عن عسكره واحتفر لهم خندقا ثمّ أمر أبو مسلم كامل بن مظفّر أن يعرض الجند فى الخندق بأسمائهم وأسماء آباءهم وحلاهم وأن ينسبهم إلى القرى ويجعل ذلك فى دفتر. ففعل، وبلغت عدّتهم سبعة آلاف رجل. فأعطى كل رجل ثلاثة دراهم. ثمّ


[١] . الخاء مشكولة بالضمّ فى الطبري (٩: ١٩٦٧) وهي مفتوحة فى الأصل فى أغلب المواضع. فى آ: ماجوان.
[٢] . المطابخ: هذه الكلمة تكررت فى الأصل ومط.

<<  <  ج: ص:  >  >>