للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقبل ذلك الكرماني، وانضمّ إليه أبو مسلم. فاشتدّ ذلك على نصر وأرسل إلى الكرمانىّ: [٢٨٤]- «ويلك لا تغترّ، فو الله إنّى لخائف عليك وعلى أصحابك منه، ولكن هلمّ إلى الموادعة فندخل مرو ونكتب بيننا كتابا بالصلح.» وهو يريد أن يفرّق بينه وبين أبى مسلم.

فدخل الكرماني منزله وأقام أبو مسلم فى العسكر وخرج الكرمانىّ حتّى وقف فى الرحبة فى مائة فارس وعليه قرطق [١] خشكشويه [٢] ثمّ أرسل إلى نصر:

- «أخرج لنكتب بيننا ذلك الكتاب.» فأبصر نصر منه غرّة، فوجّه إليه ابن الحارث بن سريج فى نحو ثلاثمائة فارس، فالتقوا فى الرحبة فاقتتلوا بها طويلا. ثمّ إنّ الكرمانىّ طعن فى خاصرته فخرّ عن دابّته وحماه أصحابه حتّى جاءهم ما لا قبل لهم به، فقتل نصر الكرمانىّ وصلبه وصلب معه سمكة. [٣] فأقبل ابنه علىّ وقد كان صار إلى أبى مسلم، فقاتله حتّى أخرجه من دار الإمارة، فمال إلى بعض دور مرو، فأقبل أبو مسلم حتّى دخل مرو، وأتاه علىّ بن جديع فسلّم عليه بالإمرة وأعلمه أنّه معه على ما يريد من مساعدته وقال:

- «مرني بأمرك.» قال:


[١] . قرطق: كذا فى الأصل وآ والطبري (٩: ١٩٧٥) . القرطق والقرطق: هو تعريب «كرته» : القباء. (لسان العرب)
[٢] . خشكشويه: كذا فى الأصل. وما فى آمهمل فى ما قبل الأخير: وفى الطبري (٩:
١٩٧٥) : خشكشونه.
[٣] . انظر الطبري (٩: ١٩٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>