للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريظ، وقريش بن شقيق، وعبد الله بن البختري [١] ، يدعوه إلى كتاب الله والطاعة للرضا من آل محمّد. فلمّا رأى نصر ما جاءه من اليمانية والربعيّة والعجم، وأنّه لا طاقة له بهم، أظهر قبول ما بعث به إليه على أن يأتيه فيبايعه.

فجعل يريّثهم لما همّ به من الغدر والهرب، إلى أن أمسى، فأمر أصحابه أن يخرجوا من ليلتهم فلم يتيسّر لهم الخروج فى تلك الليلة. [٢٩٢] وقال له سلم بن أحوز- «إنّه لا يتيسّر لنا الخروج الليلة ولكن [نخرج] [٢] القابلة.» فلمّا كان صبح تلك الليلة، عبّأ أبو مسلم كتائبه، فلم يزل فى تعبئتها إلى بعد الظهر. وأرسل إلى نصر لاهز بن قريظ، وقريش بن شقيق، وعبد الله بن البختري، وعدّة من أعاجم الشيعة فدخلوا على نصر فقال لهم:

- «ما أسرع ما عدتم؟» فقال له لاهز بن قريظ: «لا بدّ من ذلك.» فقال نصر: «أمّا إذا كان لا بدّ منه، فإنى أتوضّأ وأخرج إليه، وأرسل إلى أبى مسلم، فإن كان هذا رأيه أتيته ونعمى عين [٣] وكرامة وأنا أتهيّأ إلى أن يجيء رسولي.» فقام نصر كأنّه يتوضّأ. فلمّا قام، قرأ لاهز هذه الآية: «يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ من النَّاصِحِينَ.» ٢٨: ٢٠ [٤] فدخل نصر حجرته ومعه تميم ابنه والحكم بن نميلة وحاجبه فخرج من


[١] . البختري: فى الأصل وآ ومط فى هذا الموضع: البختري (بالحاء المهملة) وفى موضع آت: البختري (بالخاء المعجمة) فرجّحنا الإعجام وفقأ للطبري (٩: ١٩٩٣) .
[٢] . نخرج: تكملة زدناها عن الطبري (٩: ١٩٩٣) .
[٣] . فى الطبري (٩: ١٩٩٤) : لعينه.
[٤] . س ٢٨ القصص: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>