فتوجّه قحطبة إلى نيسابور للقاء نصر. وكان أصحاب شيبان الحرورىّ بعد قتله لحقوا بنصر وهو بنيسابور، وتوجّه قحطبة فى قوّاده، فأخذ جهور بن مرّار وهو أحد القوّاد على ناحية بيورد، وأخذ القاسم بن مجاشع وهو أحد القوّاد على ناحية سرخس، وتوجّه قحطبة نحو طوس ومعه وجوه القوّاد كأبي عون وخالد بن برمك وخازم بن خزيمة [٢٩٩] وعثمان بن نهيك وأمثالهم. فلقى من بطوس، فانهزموا، ودفعوا إلى مضيق، فكان من مات منهم فى الزحام أكثر ممّن قتل وبلغ عدّة القتلى يومئذ بضعة عشر ألفا.
وتوجّه قحطبة إلى السودقان وهو معسكر تميم بن نصر والنابى. وكان قحطبة قد وجّه على مقدّمته أسيد بن عبد الله الخزاعي فى ثلاثة آلاف رجل فسار إليه وتعبّأ تميم والنابى لقتاله. وكتب أسيد إلى قحطبة يعلمه ما أجمعوا عليه من قتاله وأنّه إن لم يعجل القدوم عليه حاكمهم إلى الله، وأعلمه أنّهما فى ثلاثين ألفا من صناديد أهل خراسان وفرسانهم. فوجّه قحطبة مقاتل بن حكيم العكىّ فى ألف وخالد بن برمك فى ألف. فقدما عليه وقوى أسيد بهما، وبلغ ذلك تميما النابى فكسرهما.
ثمّ قدم عليهم قحطبة بمن معه وعبّأ ميمنته وميسرته ثمّ زحف إليهم ودعاهم إلى كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه وإلى الرضا من آل محمّد صلّى الله عليه، فلم يجيبوه. فأمر الميمنة والميسرة أن يحملوا. فاقتتلوا قتالا شديدا، وقتل تميم بن نصر فى المعركة، وقتل منهم مقتلة عظيمة، واستبيح عسكرهم [٣٠٠] وانهزم النابى فتحصّن فى المدينة وأحاطت به الجنود، فنقبوا المدينة ودخلوها، فقتلوا النابى ومن كان معه، وهرب عاصم بن عمير وسالم بن راوية إلى نصر بن سيّار بنيسابور، فأخبراه بقتل تميم والنابى ومن كان معهما.
فصيّر قحطبة قبض ما فى العسكر المهزوم إلى خالد بن برمك. وارتحل نصر هاربا فى أهل أبرشهر حتّى نزل قومس وتفرّق عنه أصحابه فسار إلى جرجان،