فأشار عليه داود بن علىّ بأن يكتب إلى أبى مسلم ما همّ به من الغشّ وما عامله به من القبيح وما يتخوّفه منه، ففعل فأجاب أبو مسلم:
- «إن كان أمير المؤمنين قد اطلع على ذلك منه فليقتله.» - «فقال داود بن علىّ لأبن العبّاس:
- «لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنّ [٣٤٦] أبا مسلم يحتّج بها وكذلك أهل خراسان الذين معك وحاله فيهم حاله، ولكن ابعث إلى أبى مسلم من يعرف نيّته ويطّلع على سريرته، ثمّ تكلّفه أن يبعث هو إلى أبى سلمة من يقتله.» قال أبو جعفر: فأرسل إلىّ أبو العبّاس وقال:
- «ما ترى؟.» فقلت:
- «الرأى رأيك.» قال:
- «إنّه ليس أحد أخصّ بأبى مسلم منك. فاخرج إليه حتّى تعلم ما رأيه فليس يخفى عليك لو قد لقيته، فإن كان عن رأيه صدر أبو سلمة احتلنا لأنفسنا، وإن لم يكن عن رأيه طابت أنفسنا.» فخرجت على وجل شديد، فلمّا انتهيت إلى الرىّ إذا صاحب أبى سلمة قد أتاه كتاب أبى مسلم:
- «إنّه بلغني أن عبد الله بن محمّد قد توجّه إليك، فإذا قدم فأشخصه ساعة يقدم عليك.» فأقرأنى كتابه وأمرنى بالرحيل. فازددت وجلا وخرجت من الرىّ وأنا خائف حذر، فسرت، فلمّا كنت بنيسابور إذا عاملها قد أتانى بكتاب أبى مسلم:
- «إذا قدم عليك أبو جعفر [١] فأشخصه، ولا تدعه يقيم، فإنّ أرضك أرض خوارج ولا آمن عليه.»