أن يدخل الحجرة بدابّته، فقام إليه سلّام بن سليم فقال:
- «مرحبا بك أبا خالد، انزل راشدا.» وقد أطاف بالحجرة نحو من عشرة آلاف من أهل خراسان.
فنزل، وأجلسه على وسادة، ثمّ دعا له بالقوّاد فدخلوا. ثمّ قال سلّام:
- «ادخل أبا خالد.» فقال: «أنا ومن معى؟» فقال: «إنّما استأذنت لك وحدك.» فقام ودخل، فوضعت له وسادة فجلس عليها وحدّثه ساعة، ثمّ قام. ثمّ مكث يقيم عنه يوما ويأتيه يوما فى خمسائة فارس وثلاثمائة راجل. فقال يزيد بن حاتم:
- «أيها الأمير، إنّ ابن هبيرة ليأتى فيتضعضع له العسكر، وما نقص من سلطانه شيء.» فقال أبو جعفر لسلّام:
- «قل لا بن هيبرة يدع هذه الجماعة ويأتينا فى حاشيته.» فقال له ذلك سلّام، فتغيّر وجهه وجاء فى نحو من ثلاثين من حاشيته. فقال [٣٥١] له سلّام:
- «كأنك تأتينا مباهيا!» فقال: «إن أمرتمونا أن نمشي إليكم مشينا.» فقال: «ما أردنا بك استخفافا، ولكن نظرا لك.» فكان بعد ذلك يأتى فى ثلاثة نفر.