للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ظنّه [١] من الباب الذي فتحه عليك.» وأمر أبو جعفر عيسى بن موسى ومن حضره:

- «اكتبوا إليه تعظمون أمره وتشكرون ما كان منه وتسألونه أن يتمّ ما كان [٣٦٩] منه وعليه من الطاعة وتحذّرونه عاقبة الغدر وتأمرونه بالرجوع إلى أمير المؤمنين وأن يلتمس رضاه.» ودعا أبا حميد ثمّ قال له:

- «كلّم أبا مسلم بالين ما تكلّم به أحدا، ومنّه، وأعلمه أنّى رافعه وصانع به ما لم يصنعه أحد بأحد إن هو راجع [٢] ما أحبّ فإن أبى أن يرجع فقل له: يقول لك أمير المؤمنين نفيت من العبّاس، وأنا بريء من محمّد صلّى الله عليه إن مضيت مشاقا ولم تأتنى إن وكلت أمرك إلى أحد سواي، وإن لم أل طلبك وقتالك إلّا بنفسي، ولو خضت البحر لخضته، ولو اقتحمت النار لاقتحمتها، حتّى أقتلك أو أموت قبل ذلك. ولا تقولّن هذا الكلام حتّى تأيس من رجوعه، ولا تطمع منه فى خير.» فسار أبو حميد فى ناس من أصحابه ممّن يثق بهم حتّى دخل على أبى مسلم، فدفع إليه الكتاب، ثمّ قال:

- «إنّ الناس يبلّغونك عن أمير المؤمنين ما لم يقله، وخلاف ما عليه رأيه


[١] . فى الطبري (١٠: ١٠٤) : من طبّه. فى حواشيه عن الأصول: من ظنّه.
[٢] . الضبط من الطبري (١٠: ١٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>