للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى عن محمد بن خالد القسرىّ، قال:

- «لمّا ظهر محمّد وأنا محبوس أطلقنى، ولمّا سمعت دعوته التي دعا إليها على المنبر قلت: هذه دعوة حقّ والله لأبلينّ فيها بلاء حسنا.

فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّك قد خرجت بهذا البلد وو الله لو وقف على نقب من أنقابه مات أهله جوعا وعطشا فانهض معى فإنّما هي عشر حتّى أضربه بمائة ألف سيف.» فأبى علىّ. فإنّى لعنده يوما إذ قال:

- «ما وجدنا من حرّ المتاع أجود من شيء وجدناه عند ابن أبى فروة ختن أبى الخصيب وكان انتهبه.» قال: فقلت فى نفسي: ألا أراك قد أبصرت حرّ المتاع؟ فكتبت إلى أمير المؤمنين فأخبرته بقلّة من معه، فعطف علىّ فحبسني حتّى أطلقنى عيسى بن موسى بعد قتله إيّاه.

وكان محمّد آدم شديد الأدمة، أدلم جسيما عظيما، وكان يلقّب القاري [٤٠٧] من أدمته حتّى كان يسميه أبو جعفر محمما.

وقال إبراهيم بن زياد بن عنبسة: كان محمّد عظيم الخلق ما رأيته رقا المنبر قطّ إلّا سمعت تقعقعه من تحته وإنّى لبمكانى ذلك.

وتحدّث جماعة حضروه: أنّ محمّدا خطب يوما فاعترض فى حلقه بلغم.

فتنحنح، فذهب ثمّ عاد فتنحنح فذهب، ثمّ عاد فتنحنح، ونظر فلم ير موضعا فرمى بنخامته سقف المسجد فألصقها به. ولمّا خرج محمّد جزع أبو جعفر وأشفق منه فجعل الحارثىّ المنجم يقول له:

- «يا أمير المؤمنين ما يجزعك منه؟ فو الله لو ملك الأرض ما لبث إلّا تسعين يوما.» ولمّا ظهر محمّد وإبراهيم ابنا عبد الله أرسل أبو جعفر إلى عمّه عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>